أنت هنا

9 محرم 1430
المسلم- متابعات

قالت مصادر "إسرائيلية" إن إدارة جيش الاحتلال تمنع وسائل الإعلام من الحديث مع الجنود "الإسرائيليين" الذي أصيبوا خلال معارك مع المقاومة في قطاع غزة. لكن كاتب صحفي بريطاني قال إن التعتيم الإعلامي الذي تفرضه "إسرائيل" على الأحداث في غزة لن يفلح في منع الحقائق.

وأكد التلفزيون "الإسرائيلي" بأن الرقابة العسكرية "الإسرائيلية" منعت الصحفيين "الإسرائيليين" والأجانب من إجراء لقاءات صحفية مع الجنود الجرحى الذين يصابون في معارك بغزة. وبررت القيادات "الإسرائيلية" ذلك بزعمهم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تقوم منذ أيام بملاحقة من يتحدث بالهاتف النقال في شوارع غزة خشية معرفة المخابرات "الإسرائيلية" بتحركاتهم.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يتحفظ على معلومات الحرب ولا يفصح عن تفاصيلها إلا ما ندر ويتم الحديث عبر ضباط الإعلام الحربي. وأصر الجيش على نفي وقوع أي إصابات أو قتلى بين قواته إلا أن كتائب القسام التابعة لحركة حماس أعلنت من جانبها عن القتلى الذين من بينهم قائد كبير في لواء جولاني العتيد، ما دفع الاحتلال إلى الاعتراف بالإصابات والقتلى.

ومن جانبه تحدث الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقال له بصحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم الاثنين عن التعتيم الإعلامي الذي تفرضه "إسرائيل" على الأحداث في غزة، من منع للمراسلين والصحفيين الأجانب من دخول غزة لنقل الأحداث. وقال فيسك إن هذا الأمر لن يفلح في منع الحقائق.

وتساءل فيسك: "ما الذي تخافه إسرائيل؟ إن استخدام التبرير القديم بأن غزة "منطقة عسكرية مغلقة" لمنع تغطية احتلالها للأرض الفلسطينية كان مستمرا لسنوات، لكن آخر مرة لعبت إسرائيل هذه اللعبة -في جنين عام 2000- كانت هناك كارثة".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يجرب الآن نفس التكتيك "المشؤوم" مرة أخرى بفرض حظر على المراسلين، والتصوير بعد ساعات فقط من دخوله غزة لقتل المزيد من أفراد حماس والمزيد من المدنيين.

وقال فيسك أيضا إن لجوء "الإسرائيليين" للأسلوب السوفياتي القديم لحجب العالم عن الحرب -كما حدث بالحرب الأفغانية عام 1980- قد لا يكون مفاجئا، لكن النتيجة هي أن الأصوات الفلسطينية أصبحت الآن تهيمن على الموجات الهوائية.

وأضاف: "أصبح الرجال والنساء المعرضون للهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية يروون قصصهم بأنفسهم عبر القنوات الفضائية والإذاعات والصحف دون "التوازن" المصطنع الذي تفرضه الكثير من الصحافة التلفزيونية على النقل المباشر للأخبار. وقد يصير هذا الأمر نوعا جديدا من التغطية؛ أن تترك المشاركين يروون قصصهم بأنفسهم".

وقال الكاتب إن عدم وجود صحفيين أجانب لتفنيد روايات حماس للأحداث، يجعل المشاهدين يسلمون بالروايات التي تصلهم. واعتبر فيسك أن ذلك يمثل نصرا آخر "للميليشيات" الفلسطينية يسلمه لهم الإسرائيليون.