
ذكرت مصادر مطلعة في مديرية الأمن الوقائي في رام الله، أن أوامر وتعليمات وصلت إلى الأجهزة الأمنية في مختلف أرجاء الضفة الغربية من مقر رئيس السلطة محمود عباس، بإحباط أي محاولات تقوم بها أطراف فلسطينية من أجل إشعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، احتجاجاً على المجازر التي يقوم بها الاحتلال ضد أهالي غزة.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها: إن التعليمات صدرت بعدم السماح للمسيرات الاحتجاجية التي تنطلق في مختلف أرجاء الضفة الغربية بالوصول إلى أماكن الاحتكاك مع الجيش الصهيوني على أطراف المدن، وذلك لمنع أي تصعيد لتلك الاحتجاجات التي ستزداد وتيرتها في حال سقوط شهداء في هذه المواجهات كما حصل في بداية انتفاضة الأقصى.
وهذا ما يفسر كلام "وزير" الإعلام في "حكومة" رام الله رياض المالكي في مؤتمره الصحفي الذي عقده أول أمس أن الأجهزة الأمنية ستسمح للفلسطينيين بالضفة الغربية بالقيام بمسيرات دعماً لأهالي قطاع غزة ولكن سيتم منع هذه المسيرات من التوجه إلى أماكن الاحتكاك مع الجيش "الإسرائيلي" بحجة منع سقوط ضحايا من المتظاهرين، حسب وصفه.
كما حثت التعليمات الأجهزة الأمنية على ملاحقة أفراد التنظيمات الفلسطينية، لا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمنعهم من القيام بأي عمليات ضد الأهداف الصهيونية داخل الضفة أو داخل الخط الأخضر، وذلك من أجل الانتقام لشهداء غزة ولمنع الاستفراد الصهيوني بغزة، وهذا ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تصعيد حملات الاعتقال بحق عناصر "حماس" خلال الأيام الأخيرة حيث تجاوز عدد المعتقلين الـ 80 معتقلا في الضفة الغربية.
واشار المصدر إلى أن هذه التعليمات تكشف تخوف القيادة الفلسطينية في رام الله من قيام انتفاضة ثالثة تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية كما حصل في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 حيث أدى تصاعد فعاليات الانتفاضة إلى فقدان السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.
كما يكمن تخوف القيادة الفلسطينية في استعادة حركة "حماس" لقوتها الشعبية والعسكرية في الضفة الغربية والتي فقدتها بعد حملات الملاحقة التي قامت بها الأجهزة الأمنية بحق عناصرها، وكذلك إغلاق المؤسسات والجمعيات التابعة لها أو تعيين أفراد من حركة "فتح" لإدارة هذه المؤسسات والجمعيات.