
قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن تنسيقا بين القاهرة وأنقرة من شأنه أن يحشد موقفا دوليا يضغط على "إسرائيل" كي توقف عملياتها العسكرية في غزة. جاء ذلك خلال لقاء له مساء اليوم مع نظيره التركي على باباجان في العاصمة التركية أنقرة. وأصدرت الحكومة المصرية بيانا أعربت فيه عن استعدادها لفتح معبر رفح لمرور أي مساعدات إغاثية.
وقال أبو الغيط إن علاقات البلدين بـ"إسرائيل" تمكنهما من التأثير على القرار "الإسرائيلي"، مؤكدا أن بلاده تعمل على التنسيق مع تركيا من أجل الوصول إلى وقف فوري في غزة لإطلاق النار، واستعادة التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وقوات "إسرائيل"، وضمان فتح المعابر وإدخال مساعدات إنسانية وطبية إلى القطاع.
وجدد أبو الغيط إدانة مصر للاعتداءات "الإسرائيلية" في غزة، التي خلفت إلى الآن أكثر من 310 شهداء و1600 جريح. وأشار إلى أن مؤشرات العدوان "الإسرائيلي" كانت موجودة وأن القاهرة عملت كثيرا من أجل "تفادي هذا الصدام العسكري".
وأوضح أبو الغيط أن استقباله لوزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني يوم الخميس الذي سبق الغارة كان في سياق الجهود المصرية لمنع الهجوم "الإسرائيلي" على غزة، معتبرا أن هذا الهجوم جاء نتيجة لعدم تجديد اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل بوساطة مصرية واستمر ستة شهور إلى يوم 19 من الشهر الجاري.
وأكد أن زيارته لتركيا تأتي في إطار التشاور المشترك لإيجاد حل لهذه الأزمة وبناء على اتصال هاتفي بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره التركي عبد الله غول.
وواجه أبو الغيط انتقادات واسعة بسبب إصرار السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح في خضم الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي غزة. كما تعرضت السفارة المصرية في لبنان لمظاهرات ضخمة من جانب اللبنانيين الذين طالبوا مصر بفتح المعبر لتوصيل المواد الإغاثية للفلسطينيين ونقل الجرحى للعلاج في المستشفيات.
ومن جانبه قال وزير الخارجية التركي إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أصابت تركيا بالإحباط، خاصة أنها عملت كوسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط. كما دعا كل الأطراف المعنية إلى التريث والهدوء وتجنب كل الخطوات التي يمكن أن تدفع إلى تأزم الوضع في المنطقة. وأكد باباجان أن بلاده لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا الوضع المؤلم، قائلا: "نحن ندعو كل المجتمعات الإنسانية إلى مد يد العون للشعب الفلسطيني المتضرر.. ونناشد "إسرائيل" أيضا إلى الموافقة على تمرير المساعدات إلى القطاع لإغاثة الفلسطينيين".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان –الذي من المقرر أن يلتقيه أبو الغيط في وقت لاحق- قد وصف الغارات "الإسرائيلية" بأنها "جريمة ضد الإنسانية".