أنت هنا

2 محرم 1430
المسلم-وكالات:

في خطوة تعكس مدى الضعف الذي وصل إليه عملاء الاحتلال الإثيوبي في الصومال، وبعد أيام من إعلان رئيس الوزراء محمد محمود جوليد الذي عين مؤخرا استقالته، استقال الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، اليوم الاثنين، وكلف رئيس البرلمان تولي مهام منصبه.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن الرئيس الصومالي عبدالله يوسف قوله في رسالة للبرلمان إنه تماشيا مع تعهده عندما انتخب في 14 أكتوبر عام 2004 بالاستقالة إذا فشل في القيام بواجبه فقد قرر إعادة المسؤولية التي ألقيت على عاتقه.

وتابع يوسف أن رئيس البرلمان سيتولى مهام منصبه.

وكان رئيس وزراء الصومال محمد محمود جوليد الذي عينه الرئيس الصومالي عبد الله يوسف قد أعلن استقالته الأربعاء الماضي بعد ساعات من تعيينه، قائلا إنه لا يريد أن يكون حجر عثرة أمام عملية السلام في البلاد.

وعين الرئيس الصومالي جوليد بعد أن أقال رئيس الوزراء نور حسن حسين في وقت سابق من الشهر، لكن البرلمان والمجتمع الدولي ساندا حسين، ما جعل على رأس الحكومة الهشة بالفعل رئيسين للوزراء.

وتعرض الرئيس الصومالي منذ ذلك الحين لضغوط من واشنطن للحيلولة دون انهيار الحكومة كما فرضت حكومات إقليمية عقوبات على يوسف لتعطيله المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتأتي التطورات السياسية الأخيرة في الصومال بعد أن كشف تقرير جديد لمجلس الأمن الدولي بأن صفوف الجيش والشرطة الصوماليين استنزفت مع ترك معظم أفرادهما للخدمة آخذين معهم أسلحتهم ومركباتهم في كثير من الأحيان.

وقال دوميساني كومالو سفير جنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجموعة المراقبة الخاصة بالصومال التابعة لمجلس الأمن في تقرير له: إن هناك "تآكلا واستنزافا بنسبة 80% في قطاع الأمن التابع للحكومة الانتقالية حيث ترك ما يربو على 15 ألفا من الجنود وأفراد الشرطة الخدمة في بعض الحالات".

وقتل أكثر من 10 آلاف مدني خلال العامين الماضيين بعد دخول قوات الاحتلال الإثيوبي إلى الصومال بغطاء أمريكي وإسقاط نظام المحاكم الإسلامية. كما نزح مليون شخص وأصبح ثلث تعداد السكان في حاجة إلى معونات عاجلة. وأدت الفوضى التي تواكبت مع تعيين الاحتلال حكومة مؤقتة ضعيفة إلى زيادة في وتيرة أعمال الخطف والقرصنة أمام سواحل الصومال.

ويقول مراقبون إنه رغم التأكيد بشكل متكرر في القرار على دور الحكومة الصومالية، فإن سلطتها على أرض الواقع محدودة، حيث يسيطر المقاومون الإسلاميون على معظم جنوب البلاد، وتسيطر ميليشيات عشائرية متصارعة على المناطق الأخرى.