أنت هنا

1 محرم 1430
المسلم- خاص

الصحة الفلسطينية: لدينا نقص حاد في المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج مصابي الغارة الإسرائيلية

 

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أعداد القتلى في الغارة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وصل 300 شهيد ، بالإضافة إلى أكثر من 1000 جريج منهم 180 في حالة بالغة الخطورة. يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني مستشفيات القطاع من نقص حاد في المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج المصابين.

وقالت الوزارة في بيان لها وصل موقع "المسلم" نسخة منه إن العشرات من الضحايا مازالوا تحت الأنقاض في البيوت التي هدمت على أصحابها. كما أشار البيان إلى إصابة العديد من الأطفال بالهلع نتيجة القصف.

وقالت الوزارة إن الحصار الذي تعاني منه غزة منذ عام ونصف تسبب في نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما أعاق بشدة جهود إنقاذ المرضى وحالات الطوارئ من المصابين في المجزرة الإسرائيلية الأخيرة. وأشارت إلى أن معظم المولدات الكهربائية اللازمة لتشغيل الأجهزة والمعدات الطبية مازالت معطلة.

وفيما يلي نص البيان:

غزة تغرق في بحر من الدماء

 

توضيح للرأي العام بخصوص العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة

مئات الشهداء ... جرحى ومصابين بالمئات ... أشلاء تتناثر ... مباني تقصف على ساكنيها

 

بداية ننعى إلى شعبنا كل الشهداء الذين ارتقوه إلى العلا في ظل هذه المجزرة النازية الجديدة ونخص شهداء وزارة الصحة الذين سقطوا وهم على رأس عملهم وآخرهم فني المختبر في م الشفاء / رامي سلوت ، ونتمنى الشفاء لكل الجرحى ونخص منهم الصيدلانية / رانية عوض التي أصيبت وهي تقدم الخدمة لجرحى في مستوصف الصوراني .

بداية المجزرة : الساعة 11:15 صباحا يوم السبت الموافق 27/12/2008م. وقت عودة الأطفال والطلبة إلى منازلهم، واكتظاظ الشوارع والأماكن العامة بالناس

مكان الجريمة: جميع أنحاء محافظات قطاع الشوارع- المقار المدنية للحكومة- مراكز الشرطة المدنية و مراكز التدريب التابعة لها – المساجد-المؤسسات المدنية و الإنسانية-سيارات الوقود – المشاة والأبرياء في أي شارع من قطاع غزه تدمير وحرائق في المنازل بل طال الدمار المستشفيات و ها هي نوافذ مجمع الشفاء ومسجد المستشفى وجرحاه خير شاهد على هذه الجريمة النكراء.

أدوات الجريمة: طائرات حربية أف 16، طائرات عمودية {أباتشي}، طائرات استطلاع ألقت مئات القنابل والصواريخ تنهال في آن واحد وخلال دقائق معدودة على عشرات الأماكن في أنحاء قطاع غزة و تستمر المأساة طوال الأربع وعشرين.

النتيجة: سماء ملبدة بالسواد، وأرض مغطاة بالدماء وأشلاء تتناثر في السماء، وحرائق في كل مكان.

الحصيلة: الإحصاءات الأولية:أكثر من  300 شهيد ... وما يزيد عن  1000 جريح ... أكثر من 180 مصاب بجراح بالغة الخطورة ... العشرات تحت الأنقاض ... آلاف الحالات المصابة بالهلع من الأطفال ... وبيوت هدمت على أصحابها) والأرقام في تزايد مستمر .. و يتبجح المدعو باراك بالمزيد من استهداف المدنيين و بتوسيع رقعه الاستهداف لقطاع غزه المحاصر.

الظروف: بسبب الحصار قبل المجزرة  نقص حاد في الأدوية والمهمات الطبية المطلوبة لمواجهة أوضاع الطوارئ و قد حذرنا منه مرارا(105 صنفا من الأدوية ـ
225 صنفا من المهمات الطبية ـ 93 صنفا من المختبرات الطبية: جميعها نفدت من المستشفيات 50% من سيارات الإسعاف معطلة ، معظم المولدات الكهربائية معطلة )

الأجواء: صمت عربي وإسلامي قاتل ... تواطؤ دولي وغربي ...

 

ولكن يبدو أن جريمة الحصار والقتل البطيء  لم يكف الاحتلال ولم يشبع غريزة القتل لديه فمازال يتهدد المواطنين عبر أرقام مجهولة ليهدد بهدم المنازل فوق ساكنيها ليتمعن في ممارسه إرهاب الدولة و يهدد باجتياح بري بربري.

هذا هو الوضع حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ومازال الاحتلال مستمرا في تنفيذ الجريمة  وللأسف صمت رهيب قاتل ... ويبدو أن أعداد الشهداء والجرحى لم تصل للحد الذي يحرك صانعي القرار ورواد السياسة أننا اليوم نطالب بوصول مستشفيات ميدانيه بطواقمها لتدخل من معبر رفح لتساعدنا في الدقائق الأولى من وصول الجرحى إلى المستشفيات وهي اللحظات الحرجة والخطيرة ... ونطالب بإرسال المساعدات الصحية العاجلة وخاصة الأدوية والمستهلكات الطبية وخاصة احتياجات الجراحة ... كما نطالب تعويضنا بسيارات إسعاف جديدة ، بعضها مجهز كعناية مركزة ... كذلك نحن في حاجة ماسة إلى مولدات كهربائية لكل المستشفيات على مستوى القطاع، وقبل ذلك نطالب بالتدخل العاجل والجاد لوقف هذه الجريمة.

فيما يخص اللغط الحاصل حول تحويل جرحى للعلاج خارج قطاع غزة عبر معبر رفح وبعض التصريحات غير الدقيقة والتي تضر أكثر من أن تنفع، ولا تعبر عن مستوى مسئول في هذه اللحظة التاريخية التي يتعرض فيها شعبنا لإبادة نازية، وللتوضيح فإننا نؤكد على ما يلي:-

هناك صعوبات كبيرة في تحويل المرضى خارج القطاع للأسباب الآتية:

1.  عدد كبير من الجرحى حالتهم حرجة وأي انتقال بهم غير آمن يعرض حياتهم للخطر وخاصة أن عندنا تجربة قبل شهور حيث استشهد 6 من جرحانا في مستشفيات العريش ونحن جاهزون لنقلهم فوراً إلى مصر الشقيقة حال استقرار أوضاعهم.

2.  سيارات الإسعاف لدينا منتشرة في كل شوارع وأزقة القطاع تحسباً لقصف جديد لنقل الجرحى بأسرع وقت ممكن، والجميع يعلم أن سياراتنا أكثر من نصفها معطل بسبب نقص قطع لغيار، وطلبنا من الجانب المصري إدخال سيارات الإسعاف المصرية لنقل بعض الجرحى ولكنهم رفضوا لأسباب سياسية.

3.  هناك عدة دول حركت مساعداتها في اتجاه العريش والقاهرة وتشمل أدوية ومستلزمات طبية واحتياجات غرف العمليات، بما فيها مساعدات نقابة الأطباء المصريين ولكن حتى هذه اللحظة لم يصل منها أي شيء إلى غزة بحجة إجراءات إدارية غير مفهومة في هذه الطوارئ بل محافظ شمال سيناء أكد أن سبب التأخير هو عدم وجود جهة رسمية شرعية منسق معها رغم طواقمنا الصحية والحكومية تنتظر في المعبر منذ ساعات الفجر لتلقي المساعدات.

4.  أكدنا مراراً أن المساعدة الحقيقية هي في وصول طواقم طبية ومساعدات مادية ومستشفيات ميدانية للتدخل السريع في اللحظات الحرجة وهناك العشرات بل المئات من الأطباء الذين أيدوا استعدادهم للوصول إلى غزة، ولقد بلغنا أن أطباء متطوعين من مصر على المعبر يحاولون الدخول من الأمس دون فائدة.

 

ختاماً: نشكر كل الدول التي أعلنت عن استعدادها لتقديم المساعدة العينية وإرسال طواقم طبية المادية أو المعنوية السياسية وعلى رأس ذلك دولة قطر الشقيقة والمملكة العربية السعودية والجمهورية التركية  والجماهيرية الليبية، ونتمنى على الإخوة في جمهورية مصر الشقيقة تسهيل وصول المساعدات وفتح المعبر لدخول الطواقم الطبية من مصر وغيرها، وهذه أملنا في مصر العروبة والإسلام.

 

المجد للشهداء، الشفاء العاجل لجرحانا البواسل، الحرية للأسرى

 

وزارة الصحة الفلسطينية

28/12/2008