
ناشد الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، رؤساء وملوك الدول العربية والعالم الإسلامي، وبخاصة العاهل السعودي والرئيس المصري، الوقوف بصرامة وقوة في وجه "إسرائيل"، مبينا أن ذلك مطلب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤه باعتبار الحكام والرؤساء أمناء على مطالب الشعوب والأمة، مطالبا إياهم بالتدخل السريع والتام لفتح المعابر وفك الحصار، وأكد الشيخ العودة أن مجرد التنادي لاجتماعات عربية أو أممية وصدور بيانات تنديد لم يعد يغطي ضعف الموقف العربي، وأن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلاً آخر على الضعف، ومسماراً آخر في نعش الأمة، داعيا الرؤساء والملوك العرب إلى استغلال تلك الظروف في الضغط على الفرقاء الفلسطينيين (بحياد) للوصول إلى اتفاق نهائي، واصفا ذلك بأنه "واجب عيني ومطلب رئيس على من يستطيع".
وجاء في نص بيان الشيخ العودة الذي نشره موقع "الإسلام اليوم" اليوم ما يلي:
"نداء للرؤساء والملوك العرب وخاصة خادم الحرمين الشريفين
وفخامة الرئيس المصري ورؤساء وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن ما تمر به غزة اليوم هو نتيجة لمعطيات عدة، منها تضعضع العلاقات الداخلية بين الفلسطينيين وبين إخوانهم العرب.. وإن استغلال إسرائيل لهذه الأيام التي ينشغل فيها العالم بأعياد الميلاد له معنى رمزي لدى الجمهور "الإسرائيلي" حيث يوفر دماً فلسطينياً رخيصاً لفطيرهم الصهيوني، وهم يحتفلون بالعام الجديد وفق طريقتهم الخاصة والمتوافقة مع طبيعتهم العدوانية.
يا ملوك العرب:
إن حصار غزة ومنعها من الكهرباء والوقود والغذاء والدواء هو جريمة كبرى لا يجوز الصمت عنها. وحين تقصف الطائرات الحربية والصواريخ هؤلاء المحاصرين فهذه جريمة أخرى لا تستغرب من العدو الصهيوني اللئيم..
يا ملوك العرب:
إن الوقوف بصراحة وقوة أمام "إسرائيل" هو مطلب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤه.. وأنتم الأمناء على مطالب شعوبكم وأمتكم.
يا ملوك العرب:
إن فك الحصار عن غزة وفتح المعابر بشكل رسمي، وتام، وسريع هو لا يحتمل التأخير.
يا ملوك العرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت النار امرأة من بني إسرائيل في هرة، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض). فكيف بملايين البشر من العرب والمسلمين المحاصرين في سجن غزة الكبير؟
لا يجوز ترك الفلسطينيين في غزة لوحدهم، بل يجب إمدادهم بكل ما يحتاجون إليه من غذاء وطاقة ودواء..
إن عدد القتلى والجرحى يدل على استئساد "إسرائيل" المتناهي، فهل وصل بنا الحال إلى العجز عن مد يد العون لجريح بعلاج؟ أو لجائع بلقمة؟ أو لخائف بشمعة؟
يا ملوك العرب:
إن استغلال هذه الظروف للضغط على الفرقاء الفلسطينيين (بحياد) للوصول إلى اتفاق نهائي في هذه الأيام مطلب رئيس وواجب عيني على من يستطيع وأنتم أهل لذلك.
يا ملوك العرب:
إن شعوبكم ـ كما تعلمون ـ ترغب في التعبير عن تضامنها مع إخوانها في فلسطين وبكل الوسائل. وإن السماح بالجهود الشعبية والفردية المناصرة لفلسطين وأهلها واجب عليكم طالما أن ذلك لا يمس الأمن الوطني.
يا ملوك العرب:
إن بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المؤسسات الرسمية قد تسيء إلى بلادنا وأهلنا ووطننا بتبرير المجازر الوحشية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني وكأن "إسرائيل" حمل وديع مسالم لم يسبق له أن مارس أقصى درجات الوحشية مع أهلنا في فلسطين.. وهو لا يفعل ذلك إلا حينما يتم استفزازه.
يا ملوك العرب:
إن استغلال هذه الأحداث بفاعلية للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للوقوف بحياد تجاه محنة فلسطين واجبكم الذي حملتكم إياه أمانة المسؤولية.. وإن ترككم الساحة لـ "إسرائيل" تعربد وتقتل وتنسف كما يحلو لها دون وقوف صادق وصارم مع الفلسطينيين (أياً كان موقعهم وانتمائهم) يسمح لأطراف أخرى بلعب هذه الدور. وشراء ولاء وتعاطف شعوبكم العربية والإسلامية بأسهل وسيلة وأرخص ثمن.
يا ملوك العرب:
إن التنادي لاجتماعات عربية أو أممية والصدور ببيانات تنديد لم يعد يغطي ضعف الموقف العربي وإن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلاً آخر على الضعف ومسماراً آخر في نعش أمتكم.
حفظ الله بلادنا وأمتنا وفلسطيننا من كل شر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".