
دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مساء اليوم السبت إلى انتفاضة جديدة ضد قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بعد الغارات الجوية التي نفذتها في قطاع غزة صباح اليوم وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 225 وجرح أكثر من 700 آخرين.
وقال مشعل في مقابلة تليفزيونية مع قناة الجزيرة الفضائية مخاطبا الفلسطينيين "أدعوكم أن تنتفضوا.. الانتفاضة الثالثة.. انتفاضة عسكرية في وجه العدو الصهيوني"، كما دعا إلى "انتفاضة سلمية بالداخل" في إشارة إلى جمع شمل الفلسطينيين من خلال المفاوضات. وأضاف إن المقاومة في غزة "تستنجد بأهلنا في الضفة".
وفي رده على القائلين بأن الغارة "الإسرائيلية" نُفذت بسبب رفض الفصائل الفلسطينية تجديد التهدئة، قال مشعل: "إن البعض يجلد نفسه والبعض يجلد غيره.. ويظنون أن الأمور قد تكون بصورة أخرى إذا قبلنا التهدئة"، وتابع: "إلى هؤلاء أقول حنانيكم إخواني، لا تجلدوا حماس والمقاومة" مؤكدا أن "كل الخيارات التي من الممكن أن تنقذ شعبنا طرقناها". وأوضح مشعل أن "المقاومة وافقت على التهدئة لمدة عام كامل عام 2005؛ فهل أوقفوا العدوان؟.. لم يتوقف"، وأضاف: "وفي يونيو الماضي أي قبل 6 أشهر استجبنا للجهود المصرية التي جاءت بناء على الرغبة الأمريكية والصهيونية للتهدئة"، مشيرا إلى أن بعض الفصائل الفلسطينية لم تكن توافق على التهدئة لكنها استجابت للإجماع، "وكان ذلك كله مقابل مطلب واحد؛ وقف الاعتداء على غزة والضفة".
وتابع إن الاتفاق الذي وافقت إسرائيل على أن يشمل غزة فقط دون الضفة، لم يأت للشعب الفلسطيني بجديد حيث تكررت الخروقات الإسرائيلية للقطاع وتم تشديد الحصار عليه وكان حصيلة الأشهر الستة للتهدئة الأخيرة أكثر من 25 قتيل بالإضافة إلى المرضى الذين توفوا نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات الطبية والدوائية إلى القطاع.
وأشار مشعل إلى أن 94% من الفلسطينيين كانوا قبل 6 أشهر يؤيدون التهدئة، لكن أغلبهم الآن يعارضونها لعدم جدواها. وأضاف: "إلى كل من يستسهل أن يلوم الضحية بدلا من الجلاد أقول: لا عودة للتهدئة إلا إذا عرضت خطة جديدة مدخلها رفع الحصار عن غزة".
وقال مشعل حول قدرة المقاومة على الصمود أمام القوة العسكرية الغاشمة للاحتلال الإسرائيلي: "في غزة إمكانات متواضعة.. لكن بها قدرة هائلة على الصمود في وجه العدو.. هناك في غزة خيار الدفاع عن الأرض". وأضاف خلال اللقاء إن "حماس ستدافع وستصمد وستحطم أسلحة العدو الصهيوني على صخرة الصمود".
وفي سؤال حول تلقى الحركة تطمينات من مصر يوم الجمعة مفادها إن إسرائيل لن تنفذ عملية عسكرية في القطاع، قال مشعل: "تلقى الأخوة في غزة اتصالا هاتفيا من المسؤولين في مصر، ودعوهم إلى وقف إطلاق الصواريخ، مؤكدين إن زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى القاهرة لم تتضمن التهديد بتنفيذ غارة على غزة". لكنه أشار إلى أن قادة حماس في غزة فهموا من خلال التصريحات الإسرائيلية الأخيرة أن هناك غارة قريب على غزة. ودعى مصر ورئيسها حسني مبارك إلى فتح معبر رفح قائلا: "هذا معبر رفح سيسألك الله عنه يوم القيامة".
وأضاف متحدثا عن السلطة الفلسطينية في رام الله قائلا إنهم لن يعذروا أمام الله والتاريخ إلا أن يبادروا بثلاثة أمور "أولها أن نذهب إلى المفاوضات الفلسطينية والحوار بعد الإفراج عن جميع المعتقلين ووقف الحملات الأمنية، ثانيا أن تتوقف عن المفاوضات العبثية مع الاحتلال فليست سفن كسر الحصار ولا المقاومة هي العبث وإنما تلك الفاوضات التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، وثالثا: أن تتوقف عن التعاون الأمني الذميم والأثيم مع العدو الإسرائيلي".
وأضاف: "نحن مستعدون لأن نضع يدنا في يد العرب جميعا لنصنع أمرين: استراتيجية للدفاع عن أنفسنا و نتناصح". واختتم بالقول "نحن المنتصرون والعدوان منهزم".