أنت هنا

27 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

أعربت تركيا والعراق عن عزمهما التصدي لانفصاليي حزب العمال الكردستاني التركي المتحصنين في جبال شمال العراق. جاء ذلك خلال زيارة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لأنقرة لمناقشة إنشاء "المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي" الذي يضم البلدين.

وقال المالكي أثناء غداء عمل مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان "علينا ألا نسمح لمنظمات إرهابية وخصوصا حزب العمال الكردستاني بإضعاف علاقاتنا".

ووصل المالكي الأربعاء إلى أنقرة يرافقه العديد من الوزراء بينهم وزراء التجارة والكهرباء والأشغال العامة. وكما شملت الزيارة لقاءا مع الرئيس التركي عبد الله غول.

وأكد المالكي أن الهدف من زيارته هو إنشاء "المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي" الذي يضم خصوصا رئيسي وزراء البلدين، وأعلن عن إنشائه أثناء زيارة قام بها أردوغان لبغداد في يوليو الماضي، حيث يترأس المالكي ونظيره التركي اجتماعات اللجان العليا المشتركة للتعاون بين البلدين.

وقال المالكي: "هناك رغبة مشتركة في تعزيز تعاوننا". وأكد لدى وصوله إلى العاصمة التركية أنه يدعم أعمال لجنة شكلت الشهر الماضي بين العراق وتركيا والولايات المتحدة لتقويم تهديد المتمردين الأكراد والتحرك لوضع حد لأنشطة حزب العمال الكردستاني.

ومن جانبه قال أردوغان إن مكافحة "الإرهاب" المتمثل في حزب العمال الكردستاني تشكل "مهمة مشتركة" للبلدين الجارين موضحا أن "كفاحنا المشترك سيتواصل".

ولجأ آلاف الأكراد تركيا المتمردين إلى جبال شمال العراق من حيث يتسللون إلى الأراضي التركية لمهاجمة قوات الأمن وزعزعة الاستقرار بين الحين والآخر. وتقوم القوات التركية بصد هجمات المتمردين، كما تقصف طائراتها مواقعهم في الجبال التي يختبؤون فيها شمال العراق. كما ينفذ المتمردون تفجيرات داخل الأراضي التركية، فيما تحظر الحكومة التركية حزب العمال الكردستاني وتعتقل ناشطيه.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني ضمن المنظمات الإرهابية. وأدى الصراع بين الجانبين إلى مقتل نحو 40 ألفا منذ عام 1984، حين حمل مقاتلوه السلاح للمطالبة بالانفصال عن تركيا وإقامة وطن للأكراد في مناطق جنوب شرق البلاد، حيث يعيش أغلبية كردية.

وتقول أنقرة إن نحو ألفي متمرد من حزب العمال الكردستاني تحصنوا في جبالٍ شمال العراق حيث يتمتعون بحرية التنقل ويتزودون بالأسلحة والذخيرة التي يشنون بها هجماتهم على الأراضي التركية. وتتهم تركيا أكراد العراق الذين يسيطرون على المنطقة في إطار حكم ذاتي بمساعدة حزب العمال الكردستاني في أنشطته العسكرية ضد أهداف تركية.

لكن الرئيس العراقي جلال طالباني قال في مقابلة نشرتها صحيفة تركية أمس الثلاثاء إن أكراد العراق مصممون على منع المتمردين من أكراد تركيا من استخدام أراضيهم لشن هجمات على تركيا وإيران.

وصرح طالباني لصحيفة إكشام "سأقولها بوضوح: نحن أكراد العراق لن نسمح لأي مسلحين من أي جماعة كردية باستخدام أراضينا لشن هجمات على تركيا أو إيران"، مضيفا: "سنتخذ الإجراءات اللازمة".

وأوضح إن أكراد شمال العراق سيجتمعون قريبا ويوجهون نداء مشتركا إلى المتمردين الانفصاليين لكي "يتخلوا عن النضال المسلح وينخرطوا في العملية الديموقراطية". واعتبرت وسائل الإعلام التركية هذه التصريحات خطوة تهدف إلى "إنهاء وجود" هذه المنظمة في الأراضي العراقية.

هذا، ومن المقرر أن يتوجه المالكي بعد الزيارة إلى إيران في زيارة مشابهة.