
فاز أبهيسيت فيجاجيفا زعيم الحزب الديمقراطي التايلاندي المعارض بأغلبية بسيطة في التصويت الذي أجراه البرلمان اليوم الاثنين ليصبح ثالث رئيس وزراء في تايلاند خلال ثلاثة أشهر.
وحصل أبهيسيت على 234 صوتا من نواب ينتمون لمجموعة مختلفة من الأحزاب من بينها فصيل منشق عن حزب تايلاند المؤيد لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا المعروف بعدائه للمسلمين، حيث نفذ العديد من المذابح ضد المسلمين الذين يمثلون أغلبية السكان في الأربع ولايات الجنوبية من تايلاند.
وكان أبهيسيت يحتاج إلى 219 صوتا فقط ليصبح رئيسا للوزراء، لكن أغلبيته قد تتبدد يوم 11 يناير عندما تجرى انتخابات فرعية لاستبدال 29 من أعضاء البرلمان عزلوا بقرار قضائي هذا الشهر. تتمثل هذه الأغلبية في 16 من أعضاء البرلمان وتعتمد على تأييد أحزاب صغيرة وفصيل منشق موالي لحزب تاكسين. وحتى إذا نجح أبهيسيت في البقاء سيكون ذلك بأغلبية أقل من التي حققها اليوم.
وفور انتهاء التصويت حاول حشد من أنصار تاكسين منع أعضاء البرلمان من مغادرة المبنى، هاتفين "أبهيسيت مرشح الجيش"، ونددوا برئيس الوزراء المنتخب واعتبرو واجهة للجيش الذي أطاح بتاكسين في انقلاب وقع عام 2006. وقطع المتظاهرون الطريق المؤدي إلى البرلمان وحطموا نوافذ سيارات تنقل نواب الحزب الديمقراطي الفائز.
ويأتي التصويت بعد أسبوعين من عزل القضاء رئيس الوزراء سومتشاي وونجساوات زوج شقيقة تاكسين ورئيس حزب "سلطة الشعب" الذي يتزعمه، بعد إدانته بالاحتيال في انتخابات ديسمبر 2007 والتي جعلته يصل إلى السلطة.
ومن المشكلات التي يتوقع أن يواجهها أبهيست الإقتصادي الذي تخرج في جامعة أوكسفورد، معالجة التباطؤ الاقتصادي في البلاد بسبب الأزمة العالمية الصراعات الداخلية، حيث تم إغلاق مطار بانكوك لمدة أسبوع كامل في الفترة الماضية من جانب متظاهرين مناهضين لتاسكين، في ذلك البلد الذي يعتمد اقتصاده على السياحة والتصدير بصورة أساسية.
وقال سومبوب مانارونجسان من جامعة تشولالونجكورن في بانكوك "قريبا جدا ستشعر تايلاند بدرجة أكبر بأثر الأزمة الاقتصادية العالمية. ويحتاج رئيس الوزراء الجديد للتحضير على الفور لذلك". وتوقع وزير المالية أن ينكمش اقتصاد البلاد بما بين 0.5% و 1% في الربع الأول من عام 2009 بالمقارنة بالربع الأول من هذا العام، وألا يسجل أي نمو في الربع الثاني مما يضعه على شفا كساد.
وقال أبهيسيت الأسبوع الماضي إن إنعاش النمو عن طريق زيادة الإنفاق الحكومي سيكون على رأس أولوياته رغم أنه مازال يتعين الانتظار لمعرفة من أين سيتمكن من تدبير المال اللازم لذلك. وقال للصحفيين بعد الاقتراع مباشرة إنه لن يعلن عن أي أفكار أو مبادرات حتى يؤدي اليمين أمام الملك بوميبون أدولياديج.
ويمثل مسلمي تايلاند بحسب الإحصاءات الرسمية 4.6% من إجمالي السكان البالغ عددهم 66 مليون نسمة. لكن إحصاءات القيادات المسلمة تزيد العدد إلى أكثر من 10%. ويتركز المسلمون في الولايات الجنوبية ويعانون من سوء معاملة الجهات الرسمية لهم خاصة الشرطة، وضعف التمثيل النيابي، والاضطهاد في مجال الوظائف الرسمية وبناء المساجد.
وتعرض المسلمون في عهد رئيس الوزراء السابق تاكسين -الذي يعيش حاليا في المنفى- للاضطهاد، وكانت أشهر الحوادث في أكتوبر 2004، حيث ألقت الشرطة القبض على متظاهرين أمام أحد أقسام الشرطة في ولاية فطاني ووضعت متكدسين في سيارات الشرطة لساعات طويلة ما أدى إلى وفاة أكثر من 80 مسلم. وتلا ذلك العديد من المواجهات بين الأمن والمواطنين ما أدى إلى مقتل العشرات من المسلمين.