
اتهم تقرير حكوميا أمريكي، إدارة الرئيس بوش، بالفشل في إعادة إعمار العراق، وتضخيم الإنجازات على الأرض، للإيحاء بحدوث تقدم هناك، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في عددها الصادر اليوم الأحد.
وقالت الصحيفة إنه من بين النتائج التي توصل إليها التقرير في مسودته، أنه خلال نحو خمس سنوات بعد أكبر مشروع إعمار خارجي للحكومة الأمريكية منذ خطة مارشال في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مازالت الحكومة لا تملك السياسات أو القدرة الفنية أو الهيكل التنظيمي اللازم لمشروع يقترب حتى من حجم هذا المشروع.
وقالت الصحيفة إن مسودة التقرير الاتحادي، الذي لم ينشر، تصور عملية إعادة إعمار العراق التي قادتها الولايات المتحدة بأنها "عملية بلغت تكاليفها 100 مليار دولار وحكم عليها بالفشل بسبب الصراع البيروقراطي الداخلي وتجاهل العناصر الأساسية للمجتمع العراقي، وموجات العنف هناك. وأضافت الصحيفة التي تلقت نسخا من شخصين اطلعا على هذه المسودة ولكن غير مسموح لهما بالتعليق علانية عليها أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) نشرت تقارير مبالغ فيها عن إحراز تقدم للتستر على فشل عملية إعادة البناء فور أن بدأت هذه العملية في التباطؤ.
ووجد التقرير أن جهود إعادة البناء لم تفعل شيئا يذكر أكثر من إصلاح ما دمر خلال الغزو الأمريكي وما تلا ذلك من عمليات نهب.
ويحمل التقرير الذي أشارت إليه الصحيفة عنوان "الدروس الصعبة..تجربة إعادة بناء العراق"، وأعده مكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار العراق برئاسة ستيورات بوين جي ار. وهو محام جمهوري يزور العراق كثيرا ويحتفظ بهيئة موظفين من المهندسين ومراجعي الحسابات هناك.
واعتمد التقرير على نحو 500 مقابلة وأكثر من 600 عملية فحص حسابات وتفتيش وتحريات ذكرها مكتب براون لسنوات.
ونقل التقرير عن كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي السابق قوله: إنه خلال الأشهر التالية لغزو العراق عام 2003 استمرت وزارة الدفاع الأمريكية في "تلفيق أعداد قوات الأمن العراقية".
وقالت الصحيفة إن كلا من اللفتانت جنرال ريكاردو سانشيز القائد السابق لقوات الاحتلال البرية الأمريكية في العراق وبول بريمر الحاكم المدني من قبل الاحتلال أيدا رأي باول .