أنت هنا

16 ذو الحجه 1429
المسلم-المركز الفلسطيني للإعلام:

تحيي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأحد الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقتها التي شكلت المساجد نقطة مهمة ورئيسية فيها ؛ باعتبارها الحاضنة التي ولدت الجيل الذي أشعل جذوة المقاومة وأجج فتيلها.

وبينما تشهد غزة اليوم مهرجانات حاشدة بهذه المناسبة تجدد فيها الحركة المقاومة عهدها على الصمود، شاركت مئات السيارات والدراجات النارية المتشحة برايات التوحيد الخضراء في مسيرة محمولة بخان يونس (جنوب قطاع غزة) بعد عصر أمس السبت، وعلا في الكثير من مكبرات الصوت، ومن مسجلات السيارات المارة صوت رئيس الوزراء إسماعيل هنية وهو يصدع بكلماته التاريخية القوية: "هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه" و"لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن ينتزعوا منا المواقف".

ومن الجدير بالذكر أنه وفي الرابع عشر من ديسمبر 1987 نشأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد مبادرة ستة من قادة جماعة الإخوان المسلمين، في قطاع غزة، كتعبير عن تطور الصحوة الإسلامية في فلسطين وبدء حراكها لاستلام راية العمل والدفاع عن الهوية والقضية الفلسطينية في ظل ازدياد المؤامرات الصهيونية وفشل المشاريع الوطنية.

وسرعان ما وجدت هذه الحركة الوليدة طريقها إلى قلوب الجماهير، التي لمست صدق قادتها وأبنائها الذين شكلت المساجد نقطة انطلاقتهم ولم يكن غريباً أن يطلق على انتفاضة الحجارة اسم انتفاضة المساجد؛ باعتبارها الحاضنة التي ولدت الجيل الذي أشعل الانتفاضة وأجج فتيلها.

ومن حركة صغيرة يعد أبناؤها بالمئات، ويتجنب الإعلام الإشارة لها، إلى الحركة الأكبر على الساحة الفلسطينية بشهادة صندوق الانتخابات الذي قادها بعد 18 عاماً من تأسيسها فقط لتقود المجلس التشريعي والحكومة بعد أن قادت الجماهير والمقاومة ميدانياً في ساحات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني.

ويؤكد الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة "حماس" هذه الحقيقة قائلاً إن عدد أفراد الحركة في الانتفاضة الأولى كان حوالي 1000 منتمي فقط، أما الآن فقد وصل عدد المؤيدين لفكرة الحركة في فلسطين لوحدها 60% من السكان.

وفي سنوات قليلة من عمر انتفاضة الأقصى نجحت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أن تتحول إلى "جيش" حقيقي كما يحلو للكثيرين تسميته موزع على كتائب وسرايا وفصائل وتقسيمات مختلفة، من دروع وهندسة ومشاة ووحدات دفاع جوي، وتصنيع عسكري أثبتت فاعليتها على الأرض بشكل فعلي ولم تكن مجرد أسماء.

وباتت الكثير من الصناعات العسكرية التي تنتجها أيدي القساميين المتوضئة علامات مسجلة أقر الاحتلال بفعاليتها وقوتها وقدرتها على خلف توازن رعب، أصبح معها قطاع غزة أرض حرام على الاحتلال الذي بات يواجه صعوبة ومقاومة باسلة في حدود عشرات الأمتار عن السياج الأمني بعد أن كان يدخل ويسرح في غزة كيفما يشاء.

وكما كانت "حماس" وغزة عصية على الاحتلال كانت كذلك على أصحاب المشاريع الانهزامية الذين ارتبطوا بالاحتلال، لذلك كانوا ينظرون لها كعقبة في طريق مشروعهم، وتبدى ذلك بعد فوز حركة حماس في الانتخابات وتشكيلها الحكومة العاشرة التي حاولوا إسقاطها بالفلتان والحصار ففشلوا، ولم تنجح كل المحاولات والمخططات التي جرت منذ منتصف يونيو / حزيران 2007 لجعل الناس والجماهير تثور على حماس التي يؤكد المراقبين أنها ضاعفت من قوتها عدة مرات ورسخت من تواجدها التنظيمي والشعبي، ونجحت عبر الحكومة التي تقودها أن تقدم نموذجاً جديداً في العدالة والشفافية لبت متطلبات الناس رغم الحصار والإغلاق الذي حول غزة إلى سجن كبير لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني.