أنت هنا

14 ذو الحجه 1429
المسلم- المركز الفلسطيني للإعلام

استنكرت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" بشدة التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي شكك فيها بدور الجهات المنظِمة لسفن كسر الحصار عن قطاع غزة، معتبرة ذلك "مؤشراً على أن عباس لا يريد فعلاً كسر الحصار". كما استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس التصريحات واعتبرتها محاولة لإجهاض الجهود الدولية والعربية الرامية لكسر الحصار.

وقال الدكتور عرفات ماضي رئيس الحملة في تصريح له من بروكسل اليوم الجمعة: "إن أقوال الرئيس عباس ... تشير إلى تواطئه في الحصار الجائر المفروض على القطاع، وكأنه يطالب وبصورة علنية بمنع مثل هذه التحركات الأوروبية الهادفة للتخفيف عن مليون ونصف المليون إنسان من الشعب الفلسطيني الذي هو رئيسه".

وكان عباس قد وصف في تصريحات له مساعي كسر الحصار عن غزة عن طريق إرسال سفن إغاثة إليها بأنها "لعبة سخيفة اسمها كسر الحصار".

وفنّد الدكتور عرفات ما جاء من "مغالطات" في تصريحات عباس لصحيفة "الشرق الأوسط"، وقال: "إن مزاعم عباس بشأن أن السفارة الإسرائيلية في قبرص تأخذ كل جوازات سفر من سيركب سفن كسر الحصار التي تريد الذهاب إلى غزة للتأكد من هويات المسافرين ثم تتفحص ما ستحمله السفينة من مساعدات وأن قطع البحرية الإسرائيلية تعترض طريق هذه السفن وتتأكد من الموجودين على السفينة والبضائع المحملة، قبل أن تسمح لهم بمواصلة الرحلة إلى غزة؛ تجافي الحقيقة وتخالف الواقع، وتنم عن تحريض على مثل هذه التحركات".

وأوضح أن المتضامنين الأجانب الذين يسافرون عبر البحر إلى غزة لكسر الحصار الجائر لا يأخذون الإذن من السفارة الصهيونية في قبرص، كما أنه لا يتفقد سفن كسر الحصار سوى السلطات القبرصية التي تنطلق السفن من مينائها، كما أن "الزوارق الحربية الصهيونية لا تعترض سفن كسر الحصار لأنها تمر بالمياه الإقليمية، وباعتراضها لأي سفينة فإن ذلك يُعد قرصنة تقوم بها السلطات الإسرائيلية تُحاسب عليه".

واستغرب رئيس الحملة الهجوم العنيف الذي شنه عباس على الجماهيرية الليبية التي قامت بإرسال سفينة كبيرة محملة بثلاثة آلاف طن من الأدوية والأغذية والمساعدات الإنسانية، وذلك من خلال وصف خطوتها بأنها "دعاية كاذبة ورخيصة ومزاودة لا أول لها ولا آخر". واعتبر ماضي تلك التصريحات: "خروجاً عن اللباقة الدبلوماسية، بل وتَهجّم على الجهات التي تعمل من أجل رفع المعاناة عن الفلسطينيين المحاصرين، الأمر الذي يعطي مزيداً من الإشارات بمشاركة الرئيس عباس في الحصار وسعيه لإبقاء المعاناة في قطاع غزة".

وقدّمت الحملة الأوروبية الاعتذار لكل المتضامنين الدوليين الذين غامروا بحياتهم من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، الذي وصل حداً يفرض على جميع الشعوب في العالم التحرّك من أجل نجدة المحاصرين"، مشددة في الوقت ذاته على أن تصريحات عباس "لا تمثل الشعب الفلسطيني في أي مكان، لا سيما وأن الشعب يكن كل التقدير لمثل هذه التحركات الهادفة للتخفيف من معاناته".

وأكد ماضي على أن جميع المتضامنين الأجانب مصرّون على السير قدماً بهذا الطريق حتى كسر الحصار"، حيث سيكون هناك تحركات أخرى لفك الحصار.

ومن جهتها، استنكرت حركة حماس بشدة تصريحات عباس واعتبرتها محاولة لإجهاض الجهود الدولية والعربية الرامية لكسر الحصار.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة: "إن تصريحات عباس تؤكد على مدى انزعاجه من هذه السفن"، مضيفاً أن هذه التصريحات "توضح بما لا يدع مجالاً لشك أن الرئيس محمود عباس جزء من معادلة الحصار المفروض على قطاع غزة".

وأكد برهوم أن هذه التصريحات "أوضحت مدى الإحراج الذي سببته هذه السفن للرئيس عباس الذي لا يرغب في فك هذا الحصار، ولا يعمل على فضح المحاصرين والمتآمرين على قطاع غزة أمام الرأي العام العالمي".

وأضاف أن هذه التصريحات "تعكس حقيقة الأزمة التي سببتها هذه السفن للرئيس عباس بعدما جاءت بوتيرة متتالية لكسر الحصار على قطاع غزة، رغم أن معظم المتضامنين والمشاركين ليسو فلسطينيين ولا مسلمين أو عرب بل من كل أنحاء ومناطق ودول المعمورة".

وختم برهوم بالقول: "إن عباس يهدف بتصريحاته هذه إلى إجهاض كل الجهود الدولية والعربية والفلسطينية الرامية لكسر الحصار وفضح الاحتلال وإنهاء معاناة وحصار الشعب الفلسطيني".