أنت هنا

14 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

جمدت الحكومة الباكستانية أموال جماعة الدعوة الإسلامية وضعت عدد من قادتها رهن الإقامة الجبرية، بدعوى ارتباطها بمنفذي تفجيرات مومباي. يأتي ذلك بعدما اعتبرتها الأمم المتحدة مجموعة إرهابية.

وباشرت الشرطة إغلاق مكاتب جماعة الدعوة الخيرية في باكستان بعد أوامر صدرت عن الحكومة المركزية، كما صدرت أوامر بوضع حافظ سعيد رئيس الجماعة ومؤسس حركة عسكر طيبة الإسلامية وثمانية مسؤولين آخرين في الجماعة قيد الإقامة الجبرية.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية إنه سيتم تجميد أموال الجمعية ومسؤوليها التسعة، حيث تخضع باكستان لضغوط دولية شديدة لحملها على التحرك ضد الجماعات الإسلامية الناشطة على أراضيها.

وجماعة الدعوة هي من أكبر الجمعيات الخيرية في باكستان وهي معروفة بصورة خاصة بمساعدة ضحايا الزلازل التي ضربت البلاد أكثر من مرة وأدت إلى مقتل وتشريد الآلاف. كما تعتبر الجماعة الجناح السياسي لعسكر طيبة؛ الحركة الإسلامية المقاومة للاحتلال الهندي في كشمير والتي تتهمها الهند بتدبير وتنفيذ اعتداءات مومباي. وكانت باكستان قد حظرت هذه الحركة بعدما اتهمتها الهند بتدبير الاعتداء على البرلمان الفدرالي في نيودلهي عام 2001.

وأسفرت هجمات مومباي التي وقعت في 28 نوفمبر الماضي عن مقتل 172 شخص بينهم 9 من منفذي الهجوم. واتخذت الإجراءات الجديدة بعدما اتهم رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ باكستان بأنها "مركز الإرهاب"، كما أشار وزير الخارجية براناب مخرجي إلى وجود "أدلة لا يمكن دحضها" على أن الهجمات دبرت في باكستان.

وفي هذه الأثناء تواصلت المساعي الدولية لحض باكستان على التصدي للجماعات الإسلامية على أراضيها. وبعد اجتماع مع مساعد وزيرة الخارجية جون نيغروبونتي خلال زيارته لباكستان، صرح رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بأن بلاده ستضطلع بواجباتها الدولية القاضية بالتصدي لجماعة الدعوة بعد صدور قرار الأمم المتحدة بشأنها. وبعد ذلك بساعات بدأت الشرطة إغلاق مكاتب الجمعية الخيرية.

وكان مجلس الأمن قد وافق في وقت سابق هذا الأسبوع على اعتبار جماعة الدعوة من الواجهات التي تستخدمها عسكر طيبة وتصنيفها بين المنظمات الإرهابية. وتعليقا على ذلك، ندد سعيد في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بالقرار، وطالب الهند بإبراز أدلة على ضلوع حركته في الهجمات. وقال "اذا اتصلوا بنا فسوف نقول لهم. سنذهب أمام محكمة باكستانية. سنحاول التمسك بحقوقنا وسنثبت أننا غير ضالعين في أي نشاطات إرهابية".

وما زال الناجي الوحيد بين منفذي اعتداءات بومباي محمد أجمل أمير إيمان الباكستاني معتقلا وهو يواجه بحسب شرطة مومباي تهما عدة منها "شن حرب على البلاد" والقتل.