أنت هنا

14 ذو الحجه 1429
المسلم- مواقع صومالية

قال تقرير لمجلس الأمن الدولي إن الحكومة الصومالية بدأت تتفكك كما إن قواتها الأمنية تتداعى حيث ترك معظم جنودها الجيش آخذين معهم أسلحتهم ومركباتهم التي تتحول في الغالب لصفوف المقاومة الإسلامية. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الإفريقي الأمم المتحدة إلى نشر قوات تابعة لها في الصومال في أعقاب إعلان الاتحاد وقوات الاحتلال الإثيوبي عن اعتزامهما الانسحاب.

وجاء في تقرير مجلس الأمن الدولي الذي أعده سفير جنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة دوميساني كومالو إن صفوف الجيش والشرطة الصومالييْن قد استنزفت إلى حد كبير، فيما تتحول معظم أسلحتها إلى جماعات المعارضة التي تعتمد أيضا على واردات غير قانونية من الأسلحة تأتي خصوصا من اليمن رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى الصومال.

وقدر كومالو -الذي يرأس مجموعة المراقبة الخاصة بالصومال التابعة لمجلس الأمن- عدد من تركوا الخدمة من الجيش والشرطة بنحو 15 ألفا يمثلون نحو 80% من القوات الأمنية، مضيفا أنه رغم تخصيص الحكومة الانتقالية التي يدعمها الاحتلال الإثيوبي 70% من إيراداتها لدعم قطاع الأمن فإن جزءا صغيرا من هذه الأموال هو الذي أنفق في هذا الصدد بسبب تفشي الفساد.

ومن جهة أخرى، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ يوم الأربعاء الماضي مجلس الأمن الدولي لنشر قوات تابعة له في الصومال. وقال بيان أصدرته المفوضية "إن بينغ يوجه مرة أخرى نداءً إلى مجلس الأمن الدولي ليتحمل مسؤولياته ويسمح من دون تأخير بنشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الصومال تحل محل قوة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام".

وأوضح البيان أن الاتحاد قرر إرسال مفوض السلم والأمن رمضان العمامرة إلى نيويورك لإجراء مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة حول الوضع والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهته. وأعلن أنه أجرى مشاورات مع عدد من الأفرقاء، إثر إعلان إثيوبيا نيتها سحب كامل قواتها من الصومال بحلول نهاية العام.

ويتمركز نحو 3400 جندي من أوغندا وبوروندي في مقديشو ضمن قوة احتلال تابعة للاتحاد الإفريقي، من أصل 8 آلاف جندي كان من المقرر أن تتشكل منهم هذه القوة منذ ربيع 2007 في الصومال لكنها ما زالت غير مجهزة بشكل كاف وينقصها التمويل. ويدور في الصومال صراع منذ عامين بين المقاومة الإسلامية والحكومة المؤقتة التي يدعمها الغرب ويساندها الاحتلال الإثيوبي بشكل مباشر.

قال ملس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا إن قوات الاتحاد الأفريقي ترغب في الخروج من العاصمة مقديشو، مؤكدا أنها طلبت من قوات الاحتلال الإثيوبي مساعدتها في ذلك. وكانت إثيوبيا قد أعلنت في السابق إنها تستعد لسحب قواتها من الصومال نهاية العام الجاري بموجب اتفاق بين أحد الفصائل الإسلامية والحكومة المؤقته يشترط انسحاب قوات الاحتلال.

وقال ملس متحدثا أمام البرلمان: "أوغندا وبوروندي طلبوا جميعا منا البقاء وتوفير الحماية لمرور آمن لقواتهم" أثناء خروجهم من مقديشو. وأضاف قائلا: "قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال رفيقة سلاح وعلينا أن نوفر لها مرورا آمنا خلال انسحابها".

وبعد ساعات من التصريحات الإثيوبية، نفت أوغندا بشدة رغبتها في الانسحاب من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي المنتشرة في الصومال. ونقلت وكالة فرانس برس عن مساعد وزير الخارجية الأوغندي أوكيلو أورييم قوله: "إنه أمر خاطىء تماماً ومخالف لكل ما قالته أوغندا، وهو أن في حال انسحاب اثيوبيا من الصومال فستعزز وجودها في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي".

وأضاف الوزير الأوغندي أن بلاده فوجئت بهذا التصريح، مؤكدا أنها مستعدة لإرسال كتيبة أضافية إذا دعت الضرورة.