أنت هنا

11 ذو الحجه 1429
المسلم / متابعات/ وكالات

قام عدد من الأشخاص بإحراق مسجد بالكامل في قرية "فازلاجيكا كولا" بجنوب شرق البوسنة قبل أداء صلاة عيد الأضحى.

وتقع القرية في جمهورية صرب البوسنة، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي وتشكل جزءا من دولة اتحادية تضم الكروات والمسلمين، وهي من المناطق التي طرد الصرب منها المسلمين في بداية تسعينيات القرن الماضي.

وعاد عدد قليل من الأسر المسلمة إلى المنطقة التي يسيطر عليها الصرب، بعد الحرب الطائفية التي شنها الصرب ضد المسلمين في الفترة بين العامين 1992 و1995.

وأوضحت الشرطة أنها ستحقق في سبب الحريق الذي أتى على كل ما في المسجد عدا مئذنته.

ورغم انتهاء الحرب في البوسنة ووقف إطلاق النار منذ وقت طويل إلا أن الأوضاع تشهد توترا ملحوظا على الأرض بين الحين والآخر؛ فقد قال الدبلوماسي الأمريكي "ريتشارد هولبروك" مهندس اتفاقية دايتون للسلام في البوسنة والسياسي البريطاني اللورد "بادي أشدون"، المندوب السامي السابق للأمم المتحدة في البوسنة, في وقت سابق: إن النظام السياسي القائم في البوسنة والهرسك حاليًا على وشك الانهيار.

واعتبر السياسيان البارزان أن الأزمة الحالية في البوسنة هي نتيجة أن الولايات المتحدة أدارت ظهرها للبوسنة وأهملها كذلك الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الموقف الروسي الداعم للصرب هناك.

وأضافا في مقال نشرته صحيفة الجارديان: "انتهت الحرب الدامية التي استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام في البوسنة قبل 13 عامًا، واليوم البوسنة على حافة الانهيار ولابد من اتخاذ قرار حاسم كما حدث في عام 1995 وذلك تجنبًا لأي صراعات عرقية أخرى", على حد قولهما.

واتهم السياسيان رئيس كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك بسياساته العنصرية قائلين: "إن دوديك يهدف إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب لإعلان الانفصال عن جمهورية البوسنة والهرسك في أقرب فرصة تتاح له".

ويرى السياسيان أن ضعف المؤسسات السياسية في البوسنة وعدم الاهتمام الدولي بها، إضافة إلى الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي، تعطي فرصة ذهبية لدوديك كي يعود بالبوسنة 13 عامًا إلى الوراء مرة أخرى، ويدخلها في صراعات دامية.

وانتقد العديد من المراقبين اتفاقية "دايتون" التي تم توقيعها برعاية غربية عام 1995 واعتبروها مجحفة بالمسلمين, حيث قتل منهم في الحرب ما يقرب من 250 ألف شخص في أحداث دامية لم يتم التحقيق فيها بشكل محايد, كما أن تقسيم المناصب لم يأت في صالحهم وأعطى مكاسب كبيرة لصرب البوسنة الذين تسببوا في تفجير الوضع وقاموا بمذابح همجية ضد المسلمين.

وتم تقسيم البوسنة بموجب اتفاق "دايتون" إلى جزءين أعطى كلاً من المسلمين والكروات 51% من مساحة البوسنة، بينما منح الصرب وحدهم 49% منها.