
في هجوم هو الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة، أحرق مسلحون يعتقد بأنهم ينتمون إلى حركة "طالبان" باكستان عشرات الحاويات المحملة بإمدادات لقوات الاحتلال الغربية في أفغانستان، في مداهمة على مشارف بيشاور.
وذكر شهود عيان أنه وبعد أن أحرق المسلحون في الساعات الأولى من فجر أمس الأحد نحو مائة شاحنة كان بعضها يحمل مركبات همفي عسكرية، شنوا هجوما آخر، اليوم الاثنين استهدف مركزا للحاويات على بعد كيلومترين من الهجوم الأول.
ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى حارس أمن في مركز الحاويات الواقع على الطريق الدائري في بيشاور قوله: "جاء المسلحون بعد منتصف الليل بقليل وأطلقوا النار في الهواء وسكبوا البنزين على الحاويات ثم أشعلوا فيها النار". وأضاف: "أبلغونا أنهم لن يؤذونا، لكن طلبوا منا ألا نعمل لحساب الأمريكيين".
وأسفر الهجوم عن تدمير ما لا يقل عن 50 حاوية.
ولم يتضح عدد المسلحين الذين شاركوا في هجوم يوم الاثنين.
كانت الشرطة الباكستانية قد ذكرت أمس أن مسلحين هاجموا مركزا حدوديا قرب مدينة بيشاور وأضرموا النيران في أكثر من 100 شاحنة كانت تحمل شحنات عسكرية لحلف الناتو في أفغانستان.
وصرح مسؤول في الشرطة الباكستانية لوكالة "رويترز" أن حوالي 250 مسلحا يعتقد بأنهم من حركة "طالبان" شاركوا في الهجوم مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقنابل والقذائف الصاروخية وهم يهتفون "الله اكبر"، و"تسقط أمريكا".
وأضاف المسؤول أن المهاجمين تغلبوا على الحراس ونزعوا أسلحتهم قبل إضرام النيران في جميع الشاحنات التي كانت متوقفة خارج المدينة استعدادا للمرور عبر ممر خيبر الجبلي. وذكرت الأنباء أن 60 من الشاحنات التي تم تدميرها كانت تحمل عربات "همفي" العسكرية.
وكان هجوم مماثل وقع الأسبوع الماضي تم فيه إحراق أكثر من عشرة عربات همفي كانت في طريقها إلى أفغانستان عبر ممر خيبر.
ويتم نقل 75 في المائة من إمدادات قوات الاحتلال الغربية المنتشرة في أفغانستان ومن بينها الأسلحة والذخائر والوقود برا عبر الأراضي الباكستانية قبل أن تنتقل إلى أفغانستان عبر طرق وممرات جبلية إجبارية وعرة.
ويتم إفراغ شحنات الناتو في ميناء كراتشي الباكستاني ومن ثم تنقل برا إلى أفغانستان عبر الأراضي الباكستانية. ويتم نقل معظم هذه الشحنات عبر ممر خيبر الواقع شمالي إقليم وزيرستان، بينما يتم نقل البقية عبر طريق آخر يمر عبر مدينة "كويتا" الباكستانية إلى مدينة "قندهار" جنوبي أفغانستان.