
قررت سلطات الاحتلال الصهيوني، اليوم الاثنين، أول أيام عيد الأضحى المبارك، إبقاء معابر قطاع غزة مغلقة، وذلك للأسبوع السادس على التوالي، متذرعاً باستمرار إطلاق الفلسطينيين للصواريخ ولقذائف الهاون باتجاه المغتصبات الصهيونية في ظل تحذيرات دولية من كوارث إنسانية وطبية وبيئية غير مسبوقة.
وقد خيّم الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ 18 شهرا، على أجواء عيد الأضحى في غزة، في الوقت الذي يفتقر فيه القطاع لأبسط مقومات الحياة من الكهرباء والوقود والغذاء، بما في ذلك عدم تمكن سكان القطاع من تأدية فريضة الحج.
ووفقا للمركز الفلسطيني للإعلام القريب من حركة حماس فقد باتت شوارع وأسواق القطاع التي تكون في مثل هذه الأيام من كل عام مكتظة بالمتسوقين، وكأن العيد لم يعد عليها من جديد، فالآلاف من موظفي القطاع العام الذين يتقاضون رواتبهم من "حكومة" رام الله، لم يتمكنوا من استلام رواتبهم نظراً لعدم سماح سلطات الاحتلال دخول النقود رغم كل المحاولات التي بذلها البنك الدولي والمسئولين في السلطة الفلسطينية، لينضم حوالي 70 ألف موظف إلى 150 ألف عامل وصياد ومزارع معطلين عن العمل بفعل الحصار والإغلاق.
وحذر عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لهيئة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" من تزايد حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مطالبا بتدخل دولي لدى الكيان الصهيوني والسماح بدخول المواد التموينية "حيث يوجد في غزة 750 ألف شخص يعتمدون على المساعدات".
وقال أبو حسنة في تصريح له "إن العدد القليل من الشاحنات التي سمحت سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" بإدخالها إلى قطاع غزة الخميس الماضي "ليست كافية (...) وإن الوكالة تمكنت من إدخال 16 شاحنة محملة بالمواد الإنسانية"، مؤكداً أن ذلك لا يكفي في ضوء تزايد حدة الأزمة الإنسانية في القطاع".
وأضاف أبو حسنة: "إن الوضع في قطاع غزة لا يزال بالغ السوء حيث قطعت الكهرباء نهائيا عن مناطق كثيرة فيما لا يصل التيار الكهربائي إلى باقي المناطق لأكثر من ساعات قليلة".
وتابع "هناك حالة من الغضب واليأس والإحباط الشديد في كل مكان، إضافة إلى انهيار الاقتصاد بشكل كامل وإغلاق البنوك أبوابها بسبب نقص السيولة النقدية".
من جهته، أعلن النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار المفروض على قطاع غزة، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بشكل كامل، وذلك بعد نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها في ظل تواصل إغلاق المعابر التجارية للأسبوع السادس على التوالي.
وشدد الخضري في تصريح صحفي له أمس على أن المحطة تعمل منذ ثلاثة أيام بنحو 20 في المائة من طاقتها فقط، بعد سماح الاحتلال بدخول القليل من السولار اللازم لتشغيلها، "و الذي لم يكف لتشغيل المحطة سوى ليوم واحد في حال عمل المحطة بطاقتها الكاملة".
وأشار الخضري إلى أن سكان قطاع غزة، استقبلوا عيد الأضحى المبارك "وسط ظلام دامس ونقص في النقود والوقود والمياه وكل مقومات الحياة الكريمة". مشدداً على أن انقطاع الكهرباء في العيد، سيزيد من معاناة الغزيين وينكأ من جراحهم.
ودعا الخضري الجميع للتحرك "من أجل أن تشعر غزة بالعيد كما يشعر به جميع المسلمين وأن يفك الحصار عن مليون ونصف المليون (عدد سكان قطاع غزة) لا يريدون سوى حياة كريمة لا يتحكم من قبل الاحتلال وحسب أهوائه".
وطالب الشعوب العربية والإسلامية "باستغلال العيد لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة ومدينة الخليل التي تتعرض للعدوان". وأكد على ضرورة أن يتم تنظيم المسيرات والفعاليات والمظاهرات "التي تزيد الصمود والتحدي والصبر لدى المواطن الفلسطيني".