أنت هنا

10 ذو الحجه 1429
المسلم-(واس):

هنأ الشيخ صالح بن محمد آل طالب، في خطبتي العيد بالمسجد الحرام، اليوم الاثنين، المسلمين بعيد الأضحى، مؤكدا أن العيد "اعتراف بالنعم، وشكر لله، فيه التواصل والتراحم، والعفو والتسامح"، وخاطب المصلين قائلا: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر، فأبشروا ببركة خير الأيام، وتأملوا من الله الفضل على الدوام".


وقال الشيخ صالح بن محمد آل طالب: "حجاج بيت الله الحرام، هنيئا لكم هذا المقام في المسجد الحرام، تقرأ في وجوه الحجاج فرحة اللقاء، وشغف الرؤيا، وتحس حرارة الشوق حين حطوا رحالهم في جنبات الحرم، وقرت عيونهم بمرأى الكعبة والملتزم".

وأضاف: "يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".. معاشر الحجيج، إن يومكم هذا يوم مبارك رفع الله قدره وسماه يوم الحج الأكبر وجعله عيدا للمسلمين حجاجا ومقيمين. في هذا اليوم الأغر يتوجه الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم يذبح الحاج هديه إن كان قارنا أو متمتعا، ويحلق رأسه، وبهذا يتحلل التحلل الأول، ثم يتوجه الحاج إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة، ثم يسعى بين الصفا والمروة.. هذه هي السنة ولا حرج في تقديم بعض هذه الأعمال على بعض".
وأوصى خطيب المسجد الحرام ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام أن يبيتوا الليلة بمنى إتباعا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن يكثروا من ذكر الله سبحانه غدا في اليوم الحادي عشر، وهو اليوم الأول من أيام التشريق.

وأوضح الشيخ آل طالب في خطبته أن الإسلام هو الاستسلام لله عز وجل والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله، لا يقوم الإسلام إلا على أركان خمس هي دعائمه العظام يعيشها المسلم على الدوام شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله، شهادة التوحيد معناها العبودية لله وحده لا شريك له، ثم طاعة رسوله الكريم، ثم الصلاة وهي عماد الدين، ولا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا".



وأشار خطيب المسجد الحرام إلى أن التوجيهات جاءت في القران الكريم والسنة بكل ما يذهب النفوس والأخلاق ويحفظ ترابط المجتمع ويكفل حقوق أفرداه، فأمرنا الله ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وكف الأذى، وإفشاء السلام، ودفع الضرر، ونشر المحبة والوئام، وحذر من الغش والخديعة، والحسد والنميمة والغيبة، وحرم الظلم".

 

وأضاف الشيخ آل طالب: "في هذا اليوم العظيم يوم النحر وقف النبي صلى الله عليه وسلم ليرسي مبادئ العدل حين قال: "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، وقد قرر الإسلام هذه المبادئ، وهو السجل الصادق لحقوق الإنسان وحريات الأمم".


وبين فضيلته أنه في مشهد الحج درس للإخوة والوحدة الإسلامية رغم اختلاف أجناسهم ولغاتهم، فليس هناك مميزات بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، المسلمون كلهم بلباس واحد خلف أمام واحد يستقبلون قبلة واحدة ويؤدون شعيرة واحدة، فلا وحدة إلا بإخوة "إنما المؤمنون إخوة".


وقال خطيب المسجد الحرام: "إن الأمة الآن أحوج ما تكون فيه إلى استحضار روابط الإخوة والوحدة فيما بينها والقيام على مشروع عظيم لجمع المسلمين بالكلمة واجتماعهم بالهدف يكون قوام هذا المشروع الإذعان للحق بعد البحث المتجرد وإشاعة شعور حسن الظن بين أفراد الأمة".


وحذر فضيلته من النزاع والاختلاف، مؤكدا أن أسوأ أنواع التفرق هو التفرق في الدين، مشيرا إلى الإسلام جاء كذلك بالرحمة بين العالمين.

 

ودعا الشيخ آل طالب في ختام خطبته حجاج بيت الله الحرام إلى شكر الله عز وجل على ما أنعم به عليهم من أمن وأمان، ويسر لهم حجهم، وأن يحرصوا على تكملة مناسك الحج امتثالا لقول لله عز وجل: "وأتموا الحج والعمرة لله"، وحذر الحجاج من التزاحم، وأوصاهم أن يترفقوا ببعضهم البعض، وأن يتزودوا من الصالحات.