
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، في عددها الصادر اليوم الخميس، إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بدأ في وضع خيارات لتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية دون التنسيق مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين في الكيان الصهيوني قولهم: إنه على الرغم من أن "اسرائيل" تفضل التنسيق مع الولايات المتحدة، فإنها بدأت مؤخرا في وضع نطاق واسع من الخيارات لعملية من هذا القبيل.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول كبير في وزارة الحرب الصهيونية لم تكشف عن هويته قوله: "إنه من الأفضل دوما التنسيق، بيد أننا أيضا ندرس خيارات أخرى لا تشمل التنسيق". وأضاف أن شن ضربة عسكرية على إيران سيكون أمرا صعبا ولكنه ليس مستحيلا دون الحصول على بيانات من سلاح الطيران الأميركي، الذي يسيطر على المجال الجوي العراقي.
وكان تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية نشر في سبتمبر الماضي قد أشار إلى أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" المستقيل إيهود أولمرت طلب من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش في مايو الماضي منحه الضوء الأخضر لمهاجمة إيران بيد أن بوش رفض طلبه.
وعلى الرغم من التسريبات الإعلامية حول احتمال توجيه ضربة عسكرية "اسرائيلية" أو حتى أمريكية لإيران، فإن مراقبين يستبعدون حدوث ذلك ويؤكدون بأن ذلك مجرد ضغط على طهران ضمن مفاوضات سرية لترتيب الأوضاع في المنطقة، لا سيما في ظل الحديث عن انسحاب أمريكي من العراق، وفي هذا السياق، رجح تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية احتمال أن تكون الولايات المتحدة قد هدفت من نشرها نظام الإنذار المبكر الذي سلمته مؤخرا إلى "إسرائيل" والمعروف بـ "نظام X-Band " مراقبة المجال الجوي "الإسرائيلي" حتى لا تفاجأ بإرسال سلاح الطيران "الإسرائيلي" طائراته لقصف إيران، وهو سيناريو ترغب واشنطن في تجنبه، على حد ما ذكرته المجلة.
وكانت إيران قد استبعدت من جهتها الاثنين الماضي احتمال شن "إسرائيل" هجوما عليها، وأعربت عن عدم أخذها هذا الأمر محمل الجد. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قاشقافي: "أعتقد بأن التطورات الراهنة على الصعيد الإقليمي والدولي، إضافة إلى الوضع المعقد الذي تواجهه "إسرائيل"، لن يسمحا لها بشن ضربة عسكرية ضد أي بلد"، واضاف أن "تهديدات "إسرائيل" ما هي إلا جزء من حربها النفسية والإعلامية".