
في تزايد للانقسامات داخل الحكومة الصومالية التي يدعمها الاحتلال الإثيوبي، اشتبكت قوات تابعة لحرس الرئيس عبد الله يوسف مع قوات تابعة لحرس رئيس إدارة إقليم بنادر المدعوم من قبل رئيس الوزراء نور حسن عدي، وأدت إلى مقتل 5 جنود.
كما وجه ناطق باسم الجيش الصومالي انتقادات شديدة اللهجة إلى القوات الإثيوبية بسبب سعيها إلى نزع أسلحة الحرس الرئاسي في خطوة تهدف إلى دعم عدي في مواجهة يوسف، حيث يؤيد عدي تمديد بقاء الاحتلال الإثيوبي بما يتناقض مع اتفاق جيبوتي الأخير.
وذكرت مصادر صومالية إن الاشتباكات وقعت بالقرب من المسرح الصومالي القديم حيث يتمركز حرس القصر الرئاسي بعد مرور سيارة تقل رئيس إدارة إقليم بنادر مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات .وقتل 5 جنود بينهم أربعة من حرس الرئاسة.
وأفادت مصادر محلية أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى تدخلوا لوقف المناوشات بين الطرفين. وتأتي هذه الاشتباكات على خلفية التوتر القائم بين الرئيس يوسف ورئيس الوزراء نور عدي.
وفي سياق الأزمة، وصل عدي اليوم إلى العاصمة مقديشو على متن طائرة خاصة قادما من العاصمة الكينية نيروبي قبل انعقاد جلسة حاسمة للبرلمان الصومالي من شأنها أن تتناول الخلافات بين يوسف وعدي حول التشكيلة الوزارية الأخيرة واتفاق جيبوتي.
والتقي عدي في داخل المطار بعدد من النواب، دون أن يفصح عن فحوى لقائه بهم، ثم توجهوا جوا إلى مدينة بيدوا حاضرة إقليم باي والمقر المؤقت للبرلمان الصومالي. وفي مؤتمر صحفي عقده عدي لدى وصوله بيدوا، أكد أنه سيقدم الوزراء المعينين إلى البرلمان الصومالي بعد رفض الرئيس الصومالي قبولهم، مشيرا إلى أن البرلمان سيتخذ قرارا في هذا الصدد.
وتأتي عودة عدي إلى البلاد بعد توقيع اتفاقيات بين الحكومة وتحالف تحرير الصومال جناح جيبوتي نهاية الشهر المنصرم بما فيها تقاسم السلطة بين الطرفين إلا أنها واجهت معارضة شديدة من جهات عدة فيما وصف الرئيس الصومالي يوسف تلك الاتفاقيات بأنها "قبلية" كما رفضتها أيضا عدد من الفصائل الإسلامية.
ومن ناحية أخرى وجه العقيد طاهر محمد حرسي الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الصومالي الموالي للاحتلال الإثيوبي انتقادات شديدة اللهجة إلى القوات الإثيوبية، بسبب سعيها لنزع الأسلحة من القيادات العسكرية العليا للحكومة.
وقال طاهر في تصريحات لراديو شبيلى: "لن نقبل تنفيذ أوامر القوات الإثيوبية في نزع أسلحة القيادات العسكرية"، مشيرا إلى مقاومة قوات الحكومة خطة القوات الإثيوبية الرامية إلى تسريح الجيش الصومالي. وذكر طاهر أن قيادات القوات الإثيوبية تتدخل في أمور خارجة عن نطاق صلاحياتها.
ويرى مراقبون أن القوات الإثيوبية تحاول نزع أسلحة حرس الرئاسة الجمهورية في توجه يرمي إلى دعم عدي في صراعه مع يوسف.
وصرح عدي في سابق من اليوم أنه يرغب في بقاء القوات الإيثوبية في الصومال إلى أن تتوفر قوات دولية بديلة لتحل محلها، ليخالف بذلك الاتفاق الذي جرى بينه وبين تحالف المعارضة في جيبوتي والذي يقضي بسحب قوات الاحتلال بنهاية العام وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأثارت تصريحات عدي انتقادات شديدة من جانب التحالف والفصائل التي كانت تؤيد الاتفاق.