أنت هنا

5 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

بعد 36 عاما من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وليبيا، يؤدي السفير الأمريكي "جين كرتز" اليمين في 17 ديسمبر الجاري ليصبح أول سفير لدى ليبيا منذ أزمة لوكيربي.

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد رشح كرتز للمنصب في يوليو 2007، لكن مجلس الشيوخ الأمريكي جمد قرار التعيين من أجل الضغط على طرابلس حتى تدفع تعويضات لأسر ضحايا الطائرة "بان أمريكان 103" الأمريكية التي أسقطت فوق مدينة "لوكيربي" الإسكتلندية عام 1988 وكذلك لأسر الضحايا الأمريكيين الذين قتلوا إثر تفجير ملهى في برلين الغربية عام 1986.

وأسفر حادث لوكيربي عن مقتل 280 شخصا كانوا على متن الطائرة، كما أسفر حادث برلين عن مقتل 3 بينهم جنديان أمريكيان وأصيب 230 آخرون. وحملت واشنطن طرابلس المسؤولية عن الحادثان، وبموجب اتفاق تسوية شاملة بين البلدين وقع في أغسطس 2008، أودعت ليبيا نحو 1.5 مليار دولار في صندوق التعويضات بوزارة الخارجية الأمريكية في 31 أكتوبر 2008. وفي المقابل طالبت ليبيا بتعويضات لصالح ضحايا الغارات الأمريكية على مدينتي "طرابلس" و"بنغازي" اللتين وقعتا في أبريل 1986 وخلفت 41 قتيلا.

وفي أول تعليق له عقب إقرار مجلس الشيوخ تعيينه سفيرا لدى ليبيا، قال كرتز: إنها "فرصة لإعادة أمريكا إلى ليبيا وفرصة لإعادة ليبيا إلى أمريكا". وأعرب عن فخره بتمثيله لبلاده في العديد من دول العالم، مضيفا أنه لم يقضي في واشنطن سوى 6 أعوام فقط خلال الأعوام الـ27 الأخيرة.

وتوترت العلاقات الأمريكية الليبية إثر تولي الرئيس الليبي معمر القذافي السلطة عام 1969 بسبب دعم ليبيا لما اعتبرته الولايات المتحدة إرهابا دوليا. وأدى ذلك إلى قيام الولايات المتحدة بسحب سفيرها من طرابلس في عام 1972. ثم تعرضت السفارة الأمريكية لهجوم حيث أضرمت فيها النيران، ما أدى إلى مغادرة كافة الدبلوماسيون الأمريكيون البلاد.

وفي أواخر عام 2003 بدأت العلاقات الأميركية الليبية تتحسن تدريجيا عندما أعلن القذافي تخلي بلاده عن مسعاها لإنتاج سلاح نووي واستعدادها لفتح منشآتها للتفتيش. ومن ثم أعاد الجانبان فتح بعثة دبلوماسية في العاصمتين عام 2004، ثم رفعا حجم التمثيل إلى مستوى السفارات الكاملة في العام 2006.

وكانت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في سبتمبر الماضي هي الأولى من نوعها منذ عام 1953، حيث التقت بالقذافي.

كما جاءت زيارة رايس إلى طرابلس في إطار اهتمام المؤسسات الأمريكية بفرص الاستثمار
في ليبيا خاصة في مجال الطاقة، حيث تمتلك ليبيا تاسع أكبر احتياطي نفطي في العالم بإجمالي يناهز 39 مليار برميل.