أنت هنا

2 ذو الحجه 1429
المسلم - وكالات

 

 

 

 

وقال جريجوري شولت السفير الأمريكي لدى الوكالة: "إن المفتشين طرحوا الكثير من الأسئلة الصعبة على السوريين لكنهم رفضوا الإجابة عنها، كما طلب المفتشون الذهاب إلى ثلاثة مواقع أخرى، ولكن دمشق لم تسمح لهم بالذهاب لها", وشرعوا يتحركون على الأرض وينفذون أشغالاً في المواقع الثلاثة التي طلبت الوكالة تفتيشها، مما يجعل الأمر يبدو وكأنهم يريدون إخفاء شيء ما".

واتهم السفير الأمريكي دمشق أيضا باتباع تكتيكات الإعاقة وعدم التعاون التي كانت تعتمدها إيران, قائلاً: "نحن حقا لا نريد من سوريا اتباع نموذج إيران, فطهران لديها الكثير من الخبرة في التشويش وتأجيل التعاون. خاصة وإن ملفها كان على جدول أعمال مجلس المحافظين لفترة طويلة. والآن على جدول أعمال مجلس الأمن. وقال إن الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى تشجع السوريين على اتباع نهج ليبيا، وليس إيران".

ومن جانبها قالت دمشق إنها تعاونت بشكل كامل مع التحقيق الذي أجراه وفد الوكالة حول المنشأة التي استهدفها الطيران "الإسرائيلي" في سبتمبر الماضي. وقال إبراهيم عثمان، المدير العام لهيئة الطاقة الذرية السورية، خلال حديث أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس السبت إن اختراق إسرائيل أجواء دولة عضو في الأمم المتحدة وتدمير منشآت تقع في أراضيها هو مخالفة صريحة للتشريعات الدولية ويستحق من المجتمع الدولي أن ينظر بشكل جاد في اتخاذ رادع.

واعتبر عثمان أن ما حصل عليه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا يبرهن على الإطلاق أن المبنى المدمر في الكبر بدير الزور هو مبنى لمفاعل نووي"، لافتاً إلى أن ما جاء في ملخص وفد الوكالة، الذي زار سورية في يونيو الماضي أشار إلى أن المبنى كان مبنى عسكرياً ومستثمراً من قبل القوات المسلحة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن عثمان اتهامه لـ "بعض الدول" التي لم يسمها بمحاولة "استخدام هذا الموضوع لأغراض سياسية لا تخدم أهداف الوكالة المتعلقة بالمحافظة على منع الانتشار النووي".

واعتبر المسؤول السوري أن اختراق "إسرائيل" أجواء دولة عضو في الأمم المتحدة وتدمير منشآت تقع في أراضيها متخذين الشبهة ذريعة للاعتداء، هو مخالفة صريحة لكافة التشريعات الدولية ويستحق من المجتمع الدولي أن ينظر بشكل جاد في اتخاذ رادع لمثل هذا التصرف.

وأشار إلى أن دمشق "تعاونت على أكمل وجه مع وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عند زيارته للموقع في يونيو الماضي، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في مايو 2008.

ولفت عثمان إلى أن مفتشي الوكالة يقومون سنويا بزيارة مفاعل البحث في هيئة الطاقة الذرية السورية وبشكل دوري، وكذلك يفعل خبراء الوكالة ضمن مشاريع التعاون التقني، ولم يسبق أن وضعت سوريا أي شروط على هؤلاء الخبراء، على حد قوله.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أشارت في تقرير أصدرته في 19 نوفمبر الحالي إلى أنّ تحقيقاتها بشأن البرنامج النووي الإيراني في طريق مسدود، وأنّ الموقع السوري الذي قصفته إسرائيل كانت له خصائص مفاعل نووي. وقالت الوكالة إنّها مازالت تسعى لتحديد طبيعة الموقع السوري الذي دمره الطيران الإسرائيلي وعثر فيه على آثار يورانيوم.

وقال التقرير "لا يمكن استبعاد أن يكون المبنى المعني معدا لاستخدام غير نووي، إلا أن خصائص المبنى، إضافة إلى اتصاله بنظام لضخ مياه التبريد، مشابهة لما يمكن العثور عليه في موقع مفاعل نووي". وأضاف التقرير أن "كميات كبيرة" من جزيئات اليورانيوم عثر عليها في الموقع، ولكن ذلك لا يكفي لإثبات وجود مفاعل هناك، داعيا إلى مزيد من التحقيق. وأفاد أن الوكالة ستطلب من سوريا تقديم الأنقاض والمعدات التي نقلت من الموقع بعد الغارة "الإسرائيلية". 

وعرضت الوكالة الأربعاء الماضي ذلك التقرير على أعضاء مجلس محافظيها المشكّل من 35 دولة، ليناقش أمام اجتماع مجلس حكام الوكالة، على أن يتمّ تقديمه أيضا لمجلس الأمن الدولي.

 

شن سياسي أمريكي اليوم الأحد هجوماً حاداً على سوريا واتهمها باتباع تكتيكات إيرانية لعرقلة تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطتها النووية، بينما جددت دمشق استعدادها للتعاون مع الوكالة الذرية معتبرة أن زيارات المحققين لم تتمكن من العثور على ما يؤكد وجود مواد نووية أو مفاعل في الموقع الذي ضربته "إسرائيل" في سبتمبر الماضي.

واتهمت الولايات المتحدة سوريا بالإقدام على تنظيف مواقع كانت الوكالة طلبت تفتيشها، عقب قيام القوات "الإسرائيلية" بشن غارة على مواقع قالت إنها مؤسسات نووية.