أنت هنا

2 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

قالت السلطات "الإسرائيلية" إنها صادقت اليوم الأحد على الإفراج عن 250 معتقلا من أنصار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في سياق الاتفاقات الجارية بينه وبين الاحتلال والتي ترفضها حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وذكرت الإذاعة "الإسرائيلية" إن المفرج عنهم "لم تلطخ أيديهم بالدماء"، على حد تعبيرها، في إشارة إلى عدم اشتراكهم في أنشطة المقاومة ضد العدو الصهيوني المحتل. وقال مجلس الوزراء "الإسرائيلي" إن المبادرة جاءت "كبادرة حسن نية مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك"، وتم تمريرها رغم معارضة الوزراء أيلي يشاي وشاؤول موفاز ويعقوب أدري.

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت "هذا إجراء لبناء الثقة". وأضاف أن حكومته ستفرج عن معتقلين من حركة فتح التي يتزعمها عباس وجماعات أخرى غير إسلامية.

جدير بالذكر أن قوات الاحتلال قامت منذ الإعلان عن الإفراج عن المعتقلين، باختطاف أكثر من 100 مواطن من مدن وقرى الضفة الغربية. كما إن عدد المفرج عنهم يمثل جزءا لا يذكر من 11 ألف معتقل فلسطيني داخل السجون "الإسرائيلية".

وكان أولمرت وعد بالافراج عن السجناء في وقت سابق هذا الشهر خلال اجتماع مع عباس. ويجري عباس مفاوضات مع أولمرت ويلتقي بمسؤولين إسرائيليين بشكل دوري في مساعي للحصول على دعم الاحتلال لحكومته التي تسيطر على الضفة الغربية.

ورحب المفاوض الفلسطيني صائب عريقات -المنتمي لفتح أيضا- بقرار الحكومة "الإسرائيلية" وقال إن إطلاق سراح المعتقلين يمثل أولوية وطنية لكل عائلة فلسطينية. وأوضح أن "إسرائيل" لم تبلغ الفلسطينيين بعد ما إذا كانت ستبحث الإفراج عن معتقلين بارزين من حركة فتح مثل مروان البرغوثي الذي يعتبره البعض خليفة محتمل لعباس في الرئاسة الفلسطينية.

وقال جدعون عيزرا الوزير بالحكومة "الإسرائيلية" إن هدف إطلاق سراح السجناء هو مساعدة عباس على "الفوز بتعاون السكان" دون تقويض الأمن "الإسرائيلي".

وأضاف عيزرا: "قام أبو مازن (عباس) في الشهور القليلة الماضية بجهود لم نشهدها من قبل بينها محاولة وقف الإرهاب"، في إشارة إلى اعتقاله عدد من المقاومين الفلسطينيين من أنصار حماس، وأضاف: "التزامنا هو أن نفعل كل شيء ممكن... لتسهيل الأمر عليه".

وفي أغسطس الماضي أفرجت سلطات الاحتلال عن نحو 200 معتقل من أنصار عباس. لكن لم تظهر دلالات تذكر على إحراز تقدم في "محادثات السلام" التي ترعاها الولايات المتحدة بين أولمرت وعباس والتي ترفضها حماس.

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت حماس مسؤوليتها عن قصف قاعدة عسكرية لقوات الاحتلال يوم الجمعة الماضي عبر حدود قطاع غزة مما أسفر عن إصابة 6 جنود "إسرائيليين". وقال الجناح العسكري لحماس يوم السبت أن كتائب عز الدين القسام هاجمت القاعدة العسكرية في كيبوتز ناحال عوز ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت 3 قذائف مورتر سقطت على ناحال عوز يوم الجمعة بعد ساعات من قصف "إسرائيلي" أدى إلى إصابة اثنين من مسلحي حماس في قطاع غزة. ونفى الجيش "الإسرائيلي" شن أي غارة جوية.

وأطلق مسلحو الحركة عشرات الصواريخ وقذائف المورتر على إسرائيل في الأسابيع الثلاثة المنصرمة بعدما شنت إسرائيل غارات أسفرت عن مقتل أكثر من 12 مقاوما، واستمرت في إغلاق المعابر الحدودية مع غزة، ما أسفر عن تردي الأوضاع المعيشية في القطاع المحاصر منذ عام ونصف.