أنت هنا

29 ذو القعدة 1429
المسلم-متابعات:

على الرغم من إعلان جماعة إسلامية مجهولة تطلق على نفسها اسم "ديكان مجاهدين" مسؤوليتها عن الهجمات شبه المتزامنة التي استهدفت عاصمة المال وثاني أكبر المدن الهندية "مومباي"، أثار مراقبون تساؤلات حول توقيت العملية، وما إذا كان لذلك صلة بتوجهات الإدارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة بزعامة أوباما حول أفغانستان وباكستان.

 

واستهدفت الهجمات فندقي "تاج محل" و"أوبيروي" ومستشفى "كاما"، ومحطة شاتراباتي شيفاجي للنقل بالقطار ، فضلا عن مطار مومباي الداخلي إلى جانب حي لليهود، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات وفقدان نحو عشرين "إسرائيليا".

وقال شاهد عيان لإحدى محطات التلفزة المحلية إن المسلحين كانوا يبحثون عن حملة جوازات سفر أمريكية وبريطانية. وترددت أنباء عن وجود وفد تجاري من الاتحاد الأوروبي في فندق تاج محل.

وأثار مراقبون تساؤلات حول مغزى وتوقيت الهجمات التي حدثت بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إلى الهند والتي بدأت أمس وتستغرق أربعة أيام وكان من المفترض أن تتضمن مباحثات بشأن الجزء الذي تحتله الهند من كشمير والذي تحاول سلطات الاحتلال الهندية إرغام سكانه من المسلمين على الانخراط في انتخابات محلية لغطالة أمد وجود القوات الهندية.

ويخشى المراقبون أن تكون أحداث نوفمبر الهندية مقدمة لتحويل الأنظار إلى أفغانستان وباكستان، وذريعة لتسويق الأجندة الجديدة التي تتبناها الإدارة الديمقراطية الأمريكية الجديدة المنتخبة والتي تستعد لاستلام دفة الأمور في الولايات المتحدة بعد إعلان أوباما عن فريقه الوزاري المقبل، والذي تردد احتفاظ وزير الدفاع روبرت جيتس بمنصبه فيه.

وعزز من مخاوف المراقبين حجم الهجمات وتنسيقها والأثر الإعلامي الكبير لها بالأخذ في الاعتبار الجنسيات المتعددة التي كانت موجودة في مومباي وقت الهجوم وتمكن المهاجمين على الرغم من الأنباء التي تتردد عن أن عددهم لا يتجاوز الأربعين من السيطرة على عربات عسكرية للجيش والشرطة الهندية والتجول بها في عاصمة المال والاعمال الهندية وتمكنهم من قتل ما لا يقل عن مائة وجرح نحو 900، ما يوحي بوجود تنسيق استخباري او على الأقل دعم خفي كالذي تردد أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة في مطلع ولاية الرئيس بوش شهدته لتبرير ما حدث بعد ذلك من احتلال للعراق وأفغانستان وفرض الأجندة الأمريكية في ما عرف بـ "مكافحة الإرهاب" على العالم.

وكان بيان للقصر الرئاسي الأفغاني يوم الأحد الماضي قد ذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قال للرئيس الأفغاني حامد كرزاي إنه سيجعل من مكافحة "الارهاب" في أفغانستان والمنطقة أولوية لإدارته، عندما يتولى الرئاسة في يناير المقبل.

وكان أوباما قد قال إبان حملته الإنتخابية إن "الجبهة المركزية للحرب على الارهاب" ليست في العراق وإنما في أفغانستان، كما ذكرت صحيفة بريطانية أن الولايات المتحدة تستعد لإرسال عشرين ألف جندي إضافيين إلى أفغانستان.

وفي حين صعدت الولايات المتحدة مؤخرا هجماتها الصاروخية على الأراضي الباكستانية المحاذية لأفغانستان ونفذت طائرات أمريكية من دون طيار أكثر من 20 هجمة على المناطق القبلية، خرج الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري عقب الانتخابات الأمريكية مباشرة ليشن من خلال تسجيل صوتي هجوما حادا على الرئيس الجديد المنتخب باراك أوباما، بسبب ما اعتبره ارتدادا عن جذوره الإسلامية وحذره من إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، ما يعني أن المنطقة مرشحة لتصعيد خطير خلال الفترة المقبلة.