
اختتمت بالعاصمة التونسية اليوم أعمال مؤتمر دولي حول قضايا الشباب في العالم الإسلامي نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" على مدى 3 أيام.
ودعا المؤتمر في وثيقته الختامية إلى تأصيل الهوية الحضارية الإسلامية لدى الشباب المسلم "ليتصدى للتيارات الفكرية والعقدية الهدامة ويتحمل قسطه من المسؤولية في تعزيز وحدة الأمة وتوطيد أركانها".
وجاءت الوثيقة تحت عنوان "عهد تونس.. من أجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في العالم الإسلامي". وأكدت الوثيقة التي صدرت بحضور رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي والمدير العام للإيسيسكو د. عبد العزيز التويجري على ضرورة إعادة صياغة الخطاب الديني الموجه إلى الشباب من حيث توازنه مع قضاياهم وأفكارهم، كما دعت الوثيقة إلى دعم سبل الحوار والاستشارة مع الشباب في كل الميادين، وشددت على أن "الإرهاب لا دين له ولا وطن"، وأنه من الظلم اتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب.
ولفتت إلى الأخطار الناجمة عن عدم الربط بين المنظومة التربوية في العالم الإسلامي وظاهرة الانحراف التي يتعرض لها جزء مهم من الشباب المسلم حول العالم.
وقال التويجري في كلمة ألقاها أمام المشاركين إن المؤتمر يعد خطوة هامة في اتجاه كسب رهانات الحاضر والتعامل الإيجابي مع تحديات المستقبل على صعيد معالجة قضايا الشباب في العالم الإسلامي. ورأى أن الوثيقة الصادرة عن المؤتمر تضع على عاتق الحكومات والمنظمات والهيئات والمؤسسات المشاركة في أعماله المسؤوليات التي يتعين الاضطلاع بها كل في نطاق اختصاصاته وفي حدود إمكاناته.
وأشار إلى التزام المنظمة الإسلامية بالعمل الجاد والدؤوب مع منظمة الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية على تفعيل الدعوة إلى إعلان 2010 عاما دوليا للشباب.
وتناول المتحدثون أمام المؤتمر عددا من المحاور المتعلقة بقضايا الشباب الإسلامي في ضوء رهانات الحاضر وتحديات المستقبل، ومنها التربية على قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات والأديان ومعالجة أسباب الإرهاب والتطرف ورهانات العولمة وتحدياتها.
كما دعا بيان"عهد تونس" إلى "ضرورة إيجاد مناخ ملائم للتنمية الشاملة والمستدامة في الدول النامية توفره الحكامة الجيدة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية البينية في العلاقات الدولية".
ورأس د.سعيد المليص نائب وزير التربية والتعليم الوفد السعودي للمؤتمر. كما حضر المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة من بينها نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة في المغرب، والدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والحبيب بن يحي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي.
ونوهت الوثيقة الختامية إلى الدور النشط الذي يقوم به اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية برئاسة الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز في التقريب بين الشباب في العالم الإسلامي من خلال الدعوة إلى إقامة دورة للألعاب الرياضية بالتنسيق مع "الإيسيسكو".