
انتقد عضو مجلس الرئاسة البوسنية حارث سيلاجيتش اليوم سياسة المنسق الدولي لعملية السلام في البوسنة والهرسك بسبب عدم اتخاذه أي مواقف جادة في وقف تمرد رئيس وزراء كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك.
ووجه سيلاجيتش انتقاداته في كلمة بثها تلفزيون سراييفو، معبرا عن امتعاضه من سياسة المنسق الدولي المتساهلة مع المواقف والإجراءات المتطرفة التي شرع رئيس وزراء صرب البوسنة بالقيام بها في سبيل تحقيق استقلالية كيان الصرب عن البوسنة والهرسك.
وانتقد سيلاجيتش تناقض موقف المنسق الدولي المتشدد مع القادة البوسنيين في الجانب المسلم الذين يطالبون بتوحيد المؤسسات الحكومية، في حين يلتزم الصمت تجاه التمرد الصربي الذي يهدد سيادة ووحدة البلاد التي أصبحت على حافة الانهيار.
وتأزمت الأوضاع السياسية في الفترة الأخيرة بعد سعي صرب البوسنة إلى إعلان كيان صربي مستقل، الأمر الذي يهدد وحدة البلاد ويعيد الخلافات والحروب الدامية التي كانت قد أدت في الماضي إلى مذابح للمسلمين راح ضحيتها مئات الآلاف على يد الصرب.
وطالب سيلاجيتس المنسق الدولي بالإفصاح بوضوح عن موقفه تجاه الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد في الشهور الأخيرة والتي أدت إلى تعطيل كافة المشاريع الإصلاحية التي بدأت فيها البلاد طيلة السنوات التي تلت اتفاقية دايتون للسلام عام 1995.
يذكر أن المنسق الدولي كان قد انتقد سيلاجيتش بسبب معارضته لاتفاقات سياسية بين أحزاب المعارضة ورئيس وزراء صرب البوسنة وصفها سيلايجيتش بأنها خيانة ضد مسلمي البوسنة والهرسك.
ويتناوب أعضاء هيئة الرئاسة البوسنية الثلاثية المشتركة (المسلمون والصرب والكروات) على منصب رئيس الجمهورية كل ثمانية أشهر. وتولى ممثل الصرب في هيئة الرئاسة البوسنية نيبويشا رادمانوفيتش الرئاسة الدورية للهيئة (رئاسة الجمهورية) خلفاً لممثل المسلمين حارث سيلايجيتش الذي انتهت مدة ولايته الأسبوع الماضي. وسيتولى ممثل الكروات في الهيئة جيلكو كومشيتش الرئاسة بعد انتهاء فترة رادمانوفيتش.