
قال متحدث باسم المقاومة الإسلامية في الصومال إن قيادات المقاومة اتخذت خطوات أمس السبت لمهاجمة القراصنة الذين اختطفوا ناقلة النفط السعودية منذ نحو أسبوع. كما تعهدت المقاومة بالقضاء على القرصنة إذا تولت السلطة.
وقال المتحدث باسم حركة "شباب المجاهدين" عبد الرحيم عيسى إدو لوكالة الأنباء الفرنسية: على القراصنة "إخلاء سبيل الناقلة إذا يريدون السلامة". كما نقلت وكالة رويترز قوله: "لقد قمنا بإعداد مقاتلينا" لمواجهة القرصنة، وأضاف "الخطوة الأولى هي عزل القراصنة في الداخل عن أولئك الذين على متن السفينة السعودية من خلال تقييد إمداداتهم وقطع خطوط اتصالاتهم" مع أعوانهم على البر. وأضاف إن تلك الخطوات تأتي في إطار الرد على قيام أفراد العصابة بخطف سفينة يمتلكها بلد "مسلم".
لكن أحمد سعيد أحد زعماء القراصنة الذين يحتجزون الناقلة رد على تصريحات إدو قائلا إن أي "هجوم على رجالنا لتحرير الناقلة يعتبر انتحارا"، وتعهد بمقاومة أي محاولة لتحريرها بالقوة، كما دعا القراصنة مالكي الناقلة إلى الإسراع بدفع فدية قيمتها 25 مليون دولار مقابل تحريرها.
وتنفي المقاومة الإسلامية تواطؤها مع عصابات القرصنة البحرية، معتبرة أنها تخالف الشريعة الإسلامية. وكان بعض المحللون قد أعربوا عن قلقهم من أن تقوم الحركات الإسلامية المسلحة في الصومال بتشجيع عمليات القرصنة ودعمها مقابل الحصول على أموال من القراصنة لتمويل أنشطة المقاومة الإسلامية. لكن الإعلان الأخير للمقاومة عن رفضها تلك العمليات على اعتبارها مخالفة للشريعة أدى إلى اطمئنان واسع لنوايا تلك الفصائل الإسلامية.
واختطفت ناقلة النفط السعودية أثناء مرورها في بحر العرب في منطقة على بعد 450 ميلا جنوب شرق مدينة مومباسا الكينية يوم الاثنين الماضي. وتحمل الناقلة العملاقة "سيريوس ستار" نفطا قيمته 100 مليون دولار وطاقما من 25 فردا من الفلبين والسعودية وكرواتيا وبولندا وبريطانيا. ويعتقد أنها محتجزة قبالة ميناء هاراديري الذي يقع عند منتصف الخط الساحلي الطويل للصومال.
وتزايدت حوادث القرصنة في المياه الصومالية بسبب الفوضى الأمنية التي تلت إسقاط نظام المحاكم الإسلامية وسيطرة حكومة موالية للاحتلال الإثيوبي ومدعومة من الغرب على البلاد. ومنذ إسقاط المحاكم -التي تولت حكم البلاد في النصف الثاني من عام 2006- زادت حالات القرصنة بشكل ملحوظ.
وذكر المكتب البحري الدولي أن 83 سفينة على الأقل تعرضت للهجوم قبالة السواحل الصومالية منذ بداية 2008، من بينها 33 تعرضت للخطف، ولا يزال 12 منها و200 من طاقمها في أيدي القراصنة. لكن الموقع الذي جرت فيه عملية الاحتجاز هذه المرة لم يعتد القراصنة على مهاجمة السفن فيه، مما دفع البحرية الأمريكية إلى الإشارة إلى وجود تغيير جوهري في التكتيك الذي يتبعه القراصنة.
وتقدمت حركت شباب المجاهدين -التي انفصلت عن المحاكم الإسلامية إبان خروجها من البلاد بعد سقوط حكومتها- ببطء نحو العاصمة مقديشو، بعد أن بسطت سيطرتها على عدد من المدن والموانئ الصومالية الهامة. وبدأت الحركة تطبيق الشريعة الإسلامية في المدن التي تولت السيطرة عليها، حيث أغلقت المحال التجارية أثناء إقامة الصلوات الخمس وألغيت جباية الضرائب كما طبق حد الرجم على شابة ثبتت عليها تهمة الزنا.
وأدى تصاعد الهجمات قبالة الصومال هذا العام إلى ارتفاع تكاليف التأمين الملاحي وجعل بعض الشركات تبحر حول جنوب إفريقيا عن طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من المرور في قناة السويس. وقامت قوات بحرية دولية بإرسال سفن حربية إلى المياه الصومالية معلنة أنها جاءت للدفاع عن السفن التجارية واستعادة الأمن في الحركة الملاحية، لكن مراقبون يخشون أن هذه السفن قد تمهد لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين قد دعى إلى التدخل العسكري برا وبحرا من أجل وقف القرصنة معتبرا أن القوات الدولية البحرية غير كافية "للمساعدة" على إنهاء القرصنة.
وفي أحدث تطورات الصراع بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الإثيوبي، قُتل 7 أطفال أمس السبت في انفجار قذيفة مورتر أطلقتها القوات الإثيوبية على ميدان رياضة في مقديشو، بحسب شهود عيان.