
بعد مرور أقل من يومين على تقديم الحكومة الباكستانية احتجاجا للسفير الأمريكي في إسلام آباد بشأن الهجمات الصاروخية على أراضيها، أطلقت طائرة بلا طيار، يعتقد بأنها أمريكية، صاروخا في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية المحاذية لأفغانستان، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص على الأقل، وجرح آخرين.
ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى ضابط مخابرات في المنطقة قوله: "وفقا لمعلوماتنا أطلقت الطائرة بلا طيار صاروخين على منزل .. أربعة أشخاص قتلوا"، وقال ضابط آخر إن ثلاثة صواريخ أطلقت على المنطقة.
ومعظم ضحايا الهجمات الصاروخية على الأراضي الباكستانية هم من المدنيين، لكن قوات الاحتلال الأمريكية ومسؤولي الحكومة الباكستانية عادة ما يزعمون أن من بين القتلى والجرحى مقاتلون أجانب، في إشارة إلى عناصر تنظيم "القاعدة" الذين ينشطون في مناطق القبائل الباكستانية.
وكانت قيادة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان قد أكدت أنها نفذت بعض هجماتها داخل الأراضي الباكستانية بعلم ومساعدة أجهزة الاستخبارات هناك، لكن الحكومة الباكستانية الحالية التي يسيطر عليها الشيعة حاولت التشويش على ذلك باستدعاء السفيرة الأمريكية في إسلام آباد ان باترسون، الخميس الماضي لتقديم احتجاج رسمي بشأن هذه الهجمات الصاروخية.
وجاء الاحتجاج بعد يوم من هجوم صاروخي نفذته طائرة أمريكية من دون طيار على "بانو" وراح ضحيته عدد من المدنيين الأبرياء، في منطقة خارج المنطقة القبلية التي تخضع لحكم شبه ذاتي وتتاخم أفغانستان، حيث تركزت معظم الهجمات السابقة.
ويعتقد مراقبون بأن تصريحات مسؤولي الحكومة الباكستانية ـ التي يسيطر عليها الشيعة حاليا ـ ومواقفهم العلنية ما هي إلا للاستهلاك المحلي، بينما يجري التنسيق مع الاستخبارات الأمريكية سرا لتنفيذ هذه الهجمات.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية السابق الجنرال حميد جول، قد قال، في تصريحات نشرتها صحيفة "نوائي وقت" إن القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان تقوم بشن هجمات على مناطق القبائل الباكستانية بموجب اتفاق أبرمه الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف مع الولايات المتحدة يسمح لها بالقيام بعمليات عسكرية لمسافة 6 كلم داخل الأراضي الباكستانية.