
في مفارقة لافتة، وعلى الرغم من كشف قيادة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أنها نفذت بعض هجماتها داخل الأراضي الباكستانية بعلم ومساعدة أجهزة الاستخبارات هناك، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الخميس، السفيرة الأمريكية في إسلام آباد ان باترسون، لتقديم احتجاج رسمي بشأن هذه الهجمات الصاروخية.
وجاء الاحتجاج بعد يوم من هجوم صاروخي نفذته طائرة أمريكية من دون طيار على "بانو" أمس وراح ضحيته عدد من المدنيين الأبرياء بالإضافة إلى عناصر من تنظيم "القاعدة". ووقع هجوم أمس في عمق الأراضي الباكستانية، في منطقة خارج المنطقة القبلية التي تخضع لحكم شبه ذاتي وتتاخم أفغانستان، حيث تركزت معظم الهجمات السابقة.
ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى مسؤول بوزارة الخارجية الباكستانية قوله:"لقد تم استدعاء السفيرة الأمريكية إلى وزارة الخارجية لتقديم احتجاج لها بشأن الهجوم الصاروخي في بانو".
ويعتقد مراقبون بأن تصريحات مسؤولي الحكومة الباكستانية ـ التي يسيطر عليها الشيعة حاليا ـ ومواقفهم العلنية ما هي إلا للاستهلاك المحلي، بينما يجري التنسيق مع الاستخبارات الأمريكية سرا لتنفيذ هذه الهجمات.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية السابق الجنرال حميد جول، قد قال، في تصريحات نشرتها صحيفة "نوائي وقت" إن القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان تقوم بشن هجمات على مناطق القبائل الباكستانية بموجب اتفاق أبرمه الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف مع الولايات المتحدة يسمح لها بالقيام بعمليات عسكرية لمسافة 6 كلم داخل الأراضي الباكستانية.
وكشفت قيادة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان النقاب في بيان لها الثلاثاء عن أنها نفذت هجوما داخل الأراضي الباكستانية يوم الأحد الماضي وذلك بعلم ومساعدة أجهزة الاستخبارات في تلك البلاد. وأقرّ مسؤول رفيع في الجيش الباكستاني بأن "مستوى معين من التنسيق على الأرض حدث بين الطرفين"، قبل الهجوم الذي وقع في منطقة "أنجور أدا" في إقليم جنوب وزيرستان القبلي.