
قال رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين إن دوريات البحرية التي تقوم بها قوات أجنبية في المياه الإقليمية للصومال ليست كافية لوقف القرصنة، داعيا إلى المزيد من "المساعدة" عن طريق تدخل قوات برية دولية إلى جانب القوات البحرية.
ولم يحدد حسين ما إذا كانت هذه القوات البرية التي يطلبها أمريكية أم قوات دولية أم تابعة لحلف شمال الأطلسي. وتنتشر سفن حربية أمريكية وفرنسية وروسية أيضا قبالة الصومال.
وكان الاتحاد الأوروبي قد بدأ الأسبوع الماضي عملية أمنية قبالة السواحل الصومالية شمال كينيا لمكافحة القرصنة وحماية السفن التي تحمل المساعدات للاجئين.
وأشار حسين خلال لقاء مع وكالة رويترز إلى أنه يعتقد بوجود منظمات من خارج الصومال تدعم أعمال القرصنة، وأضاف إنه سيتضح في الشهور المقبلة أي هذه المنظمات متورطة في جرائم الخطف.
وأبدى حسين أسفه لأن مشكلة القرصنة هذه لا تقتصر على الصومال فقط وإنما تؤثر على المنطقة بأكملها والعالم، الأمر الذي يحتم تدخل دولي للحد من القرصنة، خاصة وأن عمليات السفن الحربية وحدها ليست كافية، على حد قوله. وأضاف حسين أن هناك شبكة قرصنة وهو ما يعني وجود شبكة عمليات تتضمن البحر والبر وفي بعض الاحيان أيضا أنشطة خارج البلاد.
وقال حسين إن الحكومة الاتحادية الصومالية الانتقالية لا تملك سبل مواجهة القراصنة وطلب مساعدة دولية لتشكيل خفر سواحل قادر على العمل.
واعتبر أن حسين أن ما يحدث جزء من إرث سنوات طويلة من الحرب الأهلية في البلاد والافتقرار لسبل تعزيز القانون والفقر. لكن في الفترة التي حكمت فيها المحاكم الإسلامية الصومال في عام 2006 قلت أعمال القرصنة وسادت أجواء الأمن والاستقرار بشكل كبير في معظم أنحاء الصومال، حتى دخلت قوات الاحتلال الإثيوبي مدعومة بغطاء أمريكي إلى الصومال لإسقاط نظام المحاكم وأتت بحكومة موالية لها.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة قد تتخذ من أعمال القرصنة ذريعة لدخول الأراضي الصومالية وإنشاء قواعد عسكرية على الأرض وفي المياه الإقليمية، وتدعمها في ذلك الحكومة الموالية للغرب.
وكانت تقارير عسكرية روسية قد أشارت إلى أن السفن التي يرسلها حلف شمال الأطلسي إلى المياه الإقليمية الصومالية لا تستطيع مواجهة القراصنة لأنها كبيرة وغير مهيأة لمطاردة الزوارق السريعة التي يستقلها القراصنة. واعتبرت التقارير أن الهدف الحقيقي من إرسال تلك السفن العسكرية تسهيل إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المياه الصومالية.
وما يؤكد هذا الطرح قول حسين إنه سعيد لأن مشكلة القرصنة تحولت إلى مشكلة عامة دوليا، وأن هناك جهود مشتركة للتعامل مع القضية. وأضاف أن الصومال سيلعب دوره بالتأكيد إلا أنه أشار إلى أن قدرة البلاد محدودة للغاية؛ الأمر الذي يستدعي "مساعدات خارجية".
وقام القراصنة الصوماليون بعدة عمليات اختطاف لسفن خلال مرورها في المياه الإقليمية للصومال، كان آخرها اختطاف ناقلة نفط سعودية عملاقة يوم الاثنين على بعد نحو 833 كيلومترا قبالة سواحل كينيا. وخطفت هذه الناقلة بالرغم من انتشار قوة بحرية بينها سفن من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لحماية واحدة من أكثر مناطق الشحن ازدحاما في العالم.
وتخشى الولايات المتحدة أن تستخدم الفدية التي يطلبها القراصنة في تمويل أنشطة الجماعات الإسلامية. وبرزت هذه المخاوف إثر الإعلان منذ أسابيع عن اختطاف سفينة تحمل أسلحة، حيث أعربت الولايات المتحدة عن خوفها من أن يقوم القراصنة بالاستيلاء على الأسلحة وتسليمها إلى المقاومة الصومالية بقيادة المحاكم الإسلامية.
ويقول دبلوماسيون أمريكيون وصوماليون موالون للحكومة إن مشكلة القرصنة لن تنتهي إلا بتدخل عسكري من على الأرض في الصومال، وذلك فيما يبدو تمهيداً لاحتلال عسكري للبلاد.