أنت هنا

21 ذو القعدة 1429
المسلم ـ وكالات:




صادَق البرلمان الإيراني اليوم على قرار الرئيس محمود أحمدي نجاد تعيين مستشاره الملياردير صادق محصولي وزيرا للداخلية بعد الفضيحة التي أدت إلى إقالة سلفه. وأثيرت شكوك حول مصدر الثراء المفاجئ الذي حققه الوزير الجديد وحول دوافع نجاد من تعينيه في هذا المنصب الحساس قبيل الانتخابات الرئاسية.

وبالرغم من أن محصولي يحظى بدعم مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي إلا أنه حصل على نسبة تصويت هي الأقل في تاريخ الجمهورية حيث بلغت 138 صوتا. وصوت 112 نائبا ضد التعيين فيما امتنع 5 عن التصويت وسجلت 20 بطاقة بيضاء من أصل 275 نائبا حضروا الجلسة.

وقال على لاريجاني رئيس البرلمان إن "محصولي حصل على أكثر بقليل من الأغلبية وبالتالي فهو وزير"، فيما قال أحد النواب رفض ذكر اسمه إن "نتيجة بهذا الفارق المتدني سيئة جدا لوزير داخلية يلعب دورا هاما في الحكومة".

كما أعلن نواب محافظون وإصلاحيون أنهم سيطعنون في مصداقية عملية التصويت بمذكرة حجب ثقة. وقال أحمد توكلي أحد قادة المحافظين في البرلمان إن "التصويت يدل على أن الرضا عن (نشاط) الحكومة في أدنى مستوياته".

وبذلك يحل محصولي محل علي كردان الذي أقيل من مهامه في أوائل الشهر الجاري بسبب مذكرة حجب الثقة بعد أن تبين أنه كذب وزور شهادة جامعية قال إنه حصل عليها في جامعة أوكسفورد.

وبعد الإعلان عن قرار المصادقة على تعيين الملياردير محصولي تجددت الشكوك التي كانت مثارة عن مصدر ثراءه منذ عام 2005 عندما اقترحه نجاد لمنصب وزير النفط، وتسببت تلك الشكوك في تعطيل ترشيحه حتى أنه انسحب بعد احتجاجات حادة من بعض النواب الذين اتهموه علاوة على ذلك بأنه لا يتحلى بأي تجربة في ذلك المجال.

وفي جلسة اليوم أثار النواب نقاشات حادة وانتقد بعضهم مصدر ثرائه المعروف بأنه هائل. وطالب النائب المحافظ حسن فنائي الوزير بالإفصاح عن مصدر ثراءه، كما دعاه النائب المحافظ حشمة الله صلاحات بيشي إلى سحب ترشيحه معتبرا أن "الخطر يكمن في الجمع بين الثروة والنفوذ".

لكن الرئيس الإيراني دافع عن مستشاره المقرب مؤكدا أنه "يعرفه منذ أكثر من 30 سنة"، كما أشاد بدوره "الحاسم خلال الحرب" العراقية الإيرانية التي جرت بين عامي 1980 و1988.

ويعتبر منصب وزير الداخلية هام واستراتيجي بالنسبة لنجاد، حيث إن الوزارة مكلفة بتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو 2009، والتي يتوقع أن يخوضها نجاد.

يذكر أن دعم محصولي لنجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005 كانت سببا رئيسيا في نجاحه، لكن محصولي نفى أمام النواب أي دور في الانتخابات الماضية قائلا: "ليس صحيحا أنني كنت على رأس تلك الحملة".

ونشط محصولي على غرار نجاد في صفوف الحرس الثوري الإيراني الجيش العقائدي للنظام.، يدل انتخابه بفارق ضئيل على الانقسامات العميقة التي يشهدها معسكر المحافظين الذي يتمتع نظريا بأكثر من ثلثي المقاعد في البرلمان، ويرجع قيام عدد منهم بالمصادقة على انتخابه بالرغم من الانتقادات الموجهة إليه إلى الرغبة في استرضاء مرشد الجمهورية الخميني.