أنت هنا

21 ذو القعدة 1429

طالب القراصنة الذين يسيطرون على ناقلة النفط السعودية "سيروس ستار" الراسية قبالة الشواطئ الصومالية، بفدية مالية، مقابل الإفراج عن الناقلة العملاقة التي تحمل نحو مليونى برميل من النفط الخام، والمملوكة لشركة النفط السعودية أرامكو.

وجاءت مطالب القراصنة خلال تسجيل صوتي لرجل قدّم نفسه على أنه أحد الذين يسيطرون على ناقلة النفط السعودية، وجاء فيه: "مفاوضونا على متن السفينة وعلى الأرض، عندما يوافقون على الفدية سيتم إحضارها إلى السفينة نقدا، وسنضمن سلامة السفينة التي تحمل الفدية". وأضاف: "سنقوم بعد النقود آلياً، ولدينا آلات للتعرف إلى النقود المزورة"، لكن من دون أن يحدد قيمة الفدية المطلوبة.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قد اعتبر في أثينا أمس، خطف ناقلة النفط السعودية العملاقة "عملا مشينا"، وأعلن أن بلاده ستلقي بثقلها وراء مبادرة يقودها الأوروبيون لزيادة اجراءات الأمن في الممرات الملاحية المزدحمة قبالة سواحل شرق إفريقيا.
في ظل تصاعد الحديث عن مخطط أوروبي - أمريكي يسمح بوجود صهيوني في البحر الأحمر، أبدت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في بيان لها أمس خشيتها من استثمار أعداء الأمة أعمال القرصنة "حجة لاستباحة سيادة واستقلال دول المنطقة".

 

ويبدي مراقبون خشيتهم من أن تتخذ قوى أجنبية على رأسها الولايات المتحدة و"اسرائيل" من تفاقم أعمال القرصنة ذريعة لإقامة وجود بحري عسكري دائم لها في البحر الأحمر، ما يعرِّض أمن وسيادة جميع الدّول المطلّـة عليه للتّـهديد، حيث ستُـصبح مياهها وأجواءها عُـرضة للانتهاك، والسّـفن القادمة إليها والمغادرة منها، ستكون عُـرضة للتّـفتيش بذريعة ملاحقة القَـراصنة، والذي قد يتحوّل إلى فرْض حِـصار غير مُـعلن على واردات دُول المنطقة من الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مثلما حدث للسّفينة الكورية، التي كانت متّـجهة لليمن بحمولة من صواريخ سكود عام 2002.

 

ونوه محمد البزور، مسؤول الملف العربي والإسلامي في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان بالأردن في تصريح له أول من أمس إلى خطورة  تسلل الكيان الصهيوني إلى المنطقة تحت غطاء تأمين الملاحة، منبهاً إلى أن أعمال القرصنة "لا ينبغي أن تتخذ حجة لاستباحة سيادة واستقلال دول المنطقة"، وقال: إن مثل هذا الأمر "سيكون شكلا من أشكال الاحتلال غير المباشر ".