
شن السيد إمام عبد العزيز الشريف (المعروف بالدكتور فضل)، الزعيم السابق لتنظيم الجهاد المصري، هجوما عنيفا على أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، ودعاه للمباهلة ردا على اتهام الظواهري له بالعمالة للأمريكيين.
وقال الكتور فضل في كتاب جديد له تحت عنوان "مذكرة التعرية لكتاب التبرئة"، من المقرر أن تنشر صحيفتا "المصري اليوم" القاهرية و"الشرق الأوسط" اللندنية حلقاته: إن الظواهري أكد له خلال إقامتهما معاً بالسودان في التسعينات، أنه كان يرسل بكوادر من تنظيم "الجهاد" لتنفيذ عمليات في مصر، مقابل 100 ألف دولار لهذا الغرض. واضاف الدكتور فضل: أن الظواهري "ذهب بقدميه يعرض عمالته على الأمن السوداني. وقد حدث ذلك بعد نحو سنة من انقطاع صلتي بهم، ووجدته يدفع إخوة جماعة الجهاد بالسودان للصدام وعمل عمليات قتالية في مصر، فجلست معهم وحذرتهم من ذلك وأنه لا طائل من ورائه ولا يجب شرعًا، إلا أن الظواهري أصر على التمادي في عمالته والمتاجرة بإخوانه ودمائهم، فأمطرهم بخطبه الحماسية التي لا تمت للفقه بصلةٍ (...)، وكانت محصلة ذلك أن الظواهري ملأ القبور والسجون في مصر بإخوانه وهرب هو وأخوه من السودان ولم يحقق أي فائدة في مصر ثم أعلن عن وقف العمليات بعد هذه الخسائر الفادحة".
ودعا فضل الظواهري إلى المباهلة في حال تكذيبه ذلك، وقال: "أقسم بالله الذي لا إله غيره أنني سمعت هذا الكلام من فم الظواهري بأذني مباشرة، من دون واسطة في السودان آخر عام 1993، إذ قال لي (إنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ 10 عمليات في مصر، وإنه تسلم منهم 100 ألف دولار لهذا الغرض) هذا كلامه لي، وإن أنكره فأدعوه إلى مباهلة ثانية".
وعن تجربته في أفغانستان قال فضل: "وجدت أن جل اهتمام الإخوة العرب المشاركين في ذلك الجهاد متعلق بالأمور العسكرية مع إهمال كبير للأمور الشرعية، مما أوجدَ لديهم اندفاعًا، تحركه الحماسة والعاطفة لا التقيد بأحكام الشريعة كما وجدت أن بعض الإخوة تعلقهم بالأفراد "كقادة الجهاد" وتعصبهم لهم إلى درجة الدفاع عنهم بالباطل أشد من اتباعهم للشرع. فكان هذا باعثًا لي على أن أكتب في أهمية تعلم الدين والتمسك بأحكام الشرع ووجوب استفتاء العلماء في أي عمل يُقدم عليه المسلم ولا يعرف حكمه"، وأضاف: "تطور هذا الاندفاع العاطفي وتفاقم حتى بلغ في السنوات الأخيرة مبلغ القتل بالجملة والإبادة الجماعية باسم الإسلام والجهاد، وعلى أيدي أناس أعرفهم جيدًا لعشرات السنين، وأعرف مبلغهم من العلم وموقعهم من الديانة، ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا في تأسيس ذلك وتأصيله فقهيًا، فأسسوا مذهبًا إجراميًا فاسدًا يتمسح في فقه المسلمين".
وكان الدكتور فضل قد أطلق قبل عام مراجعاته الفقهية المسماة "وثيقة ترشيد العمل الجهادي"، ما أزعج الزعيم الحالي لتنظيم الجهاد أيمن الظواهري فخرج قبل شهور بكتابه "التبرئة ـ تبرئة أمة السيف والقلم من منقصة تهمة الخور والضعف". وحمل الكتاب هجوماً عنيفا على وثيقة فضل دفعت الأخير لأن يرد ويكشف جوانب جديدة عن علاقته مع الظواهري في كتابه الجديد.