
تضاربت الأنباء حول مصير ناقلة النفط العملاقة "سيريوس ستار" المحملة بمليوني برميل نفط والمملوكة لشركة أرامكو، ففي حين نسبت مصادر إخبارية إلى مصدر سعودي تأكيده الإفراج عن الناقلة مساء أمس، ذكرت أنباء أخرى أن القراصنة اقتادوا الناقلة إلى قبالة ميناء إيل في الصومال.
وقد أكدت صحيفة "الوطن" الصادرة اليوم نبأ تحرير الناقلة، لكن متحدثة باسم الأسطول الأمريكي الخامس ومقره البحرين قالت إن ناقلة النفط السعودية التي اختطفها القراصنة أمس جنوب شرق مومباسا في كينيا تتجه نحو سواحل الصومال. وقالت المتحدثة إنه ليس لديها تأكيد للمعلومات التي بثتها إحدى الفضائيات العربية السعودية بأن عملية الخطف انتهت.
وذكرت شبكة الأخبار العربية أن القراصنة يتجولون بناقلة النفط السعودية التي سيطروا عليها في وقت سابق بكل حرية في بحر العرب متوجهين إلى ميناء إيل الصومالي، وسط شكوك كشفتها التقارير في وجود أهداف دولية مضمرة ومستترة للسيطرة على المداخل والممرات الاستراتيجية للبحر الاحمر.
وتعد هذه اكبر ناقلة يستهدفها القراصنة الصوماليون وكانت تحمل حوالى مليونى برميل من النفط الخام، وهي مملوكة لشركة النفط السعودية الأمريكية أرامكو، وتحمل علم ليبيريا، وهي أكبر سفينة يهاجمها القراصنة الى الآن.
ويتكون طاقم الناقلة من 25 بحارا من الجنسيات الكرواتية والبريطانية والفلبينية والبولندية والسعودية، وكانت متجهة الى الولايات المتحدة عبر رأس الرجاء الصالح عندما هوجمت.
ورغم التهويل الكبير الذي يصوره المجتمع الدولي للقرصنة، فإنه ومنذ أن بدأت القوات الدولية تتوافد إلى البحر الأحمر، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي في مطلع أكتوبر الماضي، الذي أجاز استخدام القوة ضدّ أعمال القرصنة، والتساؤلات تتزايد حول مآل هذا التّـواجد وحول أهدافه المُـعلنة والمضمرة.
ونسبت الشبكة إلى الأستاذ خالد الرماح، الباحث في شؤون الصراعات الإقليمية بمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية قوله: إن "الأطراف الإقليمية تنظر بكثير من الشكّ والرّيبة إلى الإجراءات الدولية التي اتّخذت مؤخّـرا من أجل الحدّ من عمليات القرصنة، لأنه تحرُّك يرمِـي، على ما يبدو، إلى إكتساب الوجود العسكري الأجنبي في البحر الأحمر شرعية دولية أكثر منه محاولة للقضاء على ظاهرة القرصنة، لاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ظاهرة القرصنة تزايدت ونمَـت في ظِـلّ تواجد عسكري أميركي كثيف في المنطقة طيلة الفترة الماضية، دون أن يؤدّي ذلك بالولايات المتحدة الأميركية لاستنفار قواتها ضدّ مثل هذه الأعمال، ويخشى من أن يظَـلّ التواجد الأجنبي في البحر الأحمر تواجُـدا دائما، لأنه مرتبط بمكافحة القرصنة". وما يزيد المخاوف من تواجُـد القوى الدولية، حسب ما يراه الرّماح هو أن البحر الأحمر "تحوّل إلى ساحة للسُّـفن والزّوارق الأجنبية، ما يعرِّض أمن وسيادة جميع الدّول المطلّـة على البحر الأحمر للتّـهديد، حيث ستُـصبح مياهها وأجواؤها عُـرضة للانتهاك، والسّـفن القادمة إليها والمغادرة منها، ستكون عُـرضة للتّـفتيش بذريعة ملاحقة القَـراصنة، والذي قد يتحوّل إلى فرْض حِـصار غير مُـعلن على واردات دُول المنطقة من الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مثلما حدث للسّفينة الكورية، التي كانت متّـجهة لليمن بحمولة من صواريخ سكود عام 2002".