
هاجم قراصنة صوماليون ناقلة النفط السعودية العملاقة "سيريوس ستار" أثناء مرورها اليوم الاثنين في بحر العرب، واحتجزوها في منطقة على بعد 450 ميلا جنوب شرق مدينة مومباسا الكينية. وتزايدت حوادث القرصنة في المياه الصومالية بسبب الفوضى الأمنية التي تلت سقوط نظام المحاكم الإسلامية وسيطرة حكومة موالية للاحتلال الإثيوبي على البلاد.
وقال متحدث باسم الأسطول الخامس في البحرية الأميركية إن الناقلة تحمل طاقما من 25 فردا من كرواتيا وبريطانيا والفلبين وبولندا والسعودية، وهي أكبر سفينة تتعرض لهجوم من جانب قراصنة في المنطقة.
وتحمل السفينة التي تمتلكها شركة "أرامكو" السعودية علم ليبيريا، وتشغلها شركة "فيلا إنترناشونال". وتزن 318 ألف طن أي ما يعادل وزن 3 حاملات طائرات، ويبلغ طولها 330 مترا.
وكانت الناقلة السعودية محملة بحوالي 2 مليون طن من النفط السعودي الخام، وقد ترتب على إعلان نبأ احتجازها وقف انحدار أسعار النفط في الأسواق لفترة وجيزة.
وأعلنت شبكة "العربية" التلفزيونية في وقت لاحق عن أن الناقلة قد أطلق سراحها، ولكن هذا النبأ لم يؤكد من جانب البحرية الأمريكية ولا من جانب "أرامكو".
ومنذ سقوط نظام المحاكم الإسلامية -الذي تولى حكم البلاد في النصف الثاني من عام 2006- سادت حالة من الفوضى وانعدام الأمن، حيث زادت حالات القرصنة بشكل ملحوظ.
وكان تدخل القوات الأمريكية لدعم الاحتلال الإثيوبي للصومال سببا في إسقاط المحاكم الإسلامية، حيث دعم الاحتلال حكومة صومالية موالية له برئاسة الرئيس عبد الله يوسف.
وذكر المكتب البحري الدولي أن 83 سفينة على الأقل تعرضت للهجوم قبالة السواحل الصومالية منذ بداية 2008، من بينها 33 تعرضت للخطف، ولا يزال 12 منها و200 من طاقمها في أيدي القراصنة. لكن الموقع الذي جرت فيه عملية الاحتجاز هذه المرة لم يعتد القراصنة على مهاجمة السفن فيه، مما دفع البحرية الأمريكية إلى الإشارة إلى وجود تغيير جوهري في التكتيك الذي يتبعه القراصنة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد بدأ الأسبوع الماضي عملية أمنية قبالة السواحل الصومالية شمال كينيا لمكافحة القرصنة وحماية السفن التي تحمل المساعدات للاجئين. وتعتبر هذه هي المهمة البحرية الأولى التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي.
وكانت تقارير عسكرية روسية قد أشارت إلى أن السفن التي يرسلها حلف شمال الأطلسي إلى المياه الإقليمية الصومالية لا تستطيع مواجهة القراصنة لأنها كبيرة وغير مهيأة لمطاردة الزوارق السريعة التي يستقلها القراصنة. واعتبرت التقارير أن الهدف من تلك السفن العسكرية تسهيل إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المياه الصومالية.
وشكلت الولايات المتحدة في فبراير الماضي "القيادة الإفريقية" المعروفة باسم "أفريكوم" لتدير النشاط العسكري الأمريكي في إفريقيا، لكن لم يوافق أي بلد إفريقي على استضافة مقر "القيادة الإفريقية" الأمريكية حتى الآن. ولا تزال هذه القيادة تتخذ من مدينة شتوتجارت الألمانية مقرا لها. وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إقناع الحكومة الصومالية لاستضافة القيادة الإفريقية وأن يكون مقرها في الصومال.