
تعرض نائب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لانتقادات شديدة لاستضافته احتفال تضمن تلاوة للقرآن مصحوبا بالموسيقى والرقص.
وفي معرض تعليقاتهم التي اليوم الأحد طالب عدد من علماء الشيعة باستقالة اسفنديار رحيم مشائي نائب نجاد والمسؤول عن وزارة الثقافة والسياحة، لاستضافته الحفل الذي قامت فيه راقصات بارتداء زي تقليدي، وتلون القرآن على أنغام الموسيقى. واعتبروا الحفل إهانة للقرآن.
وقال محمد نبي حبيبي رئيس جبهة التحالف الإسلامي في خطاب إلى نجاد: "انتهاك حرمة القرآن في وجود صاحب السعادة نائبك وتحت إدارته.. سبب أسفا عميقا لكل مسلم". وكانت الجبهة في السابق تدعم نجاد لكنها أصبحت تنتقد سياساته بشكل متزايد.
ويرتبط مشائي بعلاقة نسب مع نجاد، حيث أن ابنته هي زوجة ابن نجاد. وأثار مشائي جدلا في السابق عندما صرح في أغسطس الماضي بأن إيران "صديقة للشعب الإسرائيلي" في تصريح يتناقض مع التهجم الشفوي للرئيس نجاد الذي يدعو إلى زوال إسرائيل. لكن نجاد دافع عن نائبه قائلا إن تلك التصريحات أسيء طرحها.
وطالب العديد من النواب والشخصيات الدينية انذاك باستقالته. لكن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي تدخل في سبتمبر الماضي ليضع حدا لهذه الهجمات على مشائي.
ومن المتوقع أن يترشح نجاد في الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو2009، لكن الانتقادات التي يواجهها بسبب إدارته للاقتصاد تتصاعد، وكان نجاد قد تعهد عندما أتى إلى السلطة عام 2005 بتوزيع الثروة النفطية، لكن منتقديه يقولون إن التبذير في الإنفاق غذى التضخم وبدد إيرادات النفط التي كان يجب أن تدخر.
كما واجه نجاد أزمة أخرى لدى الكشف عن أن وزير داخليته قام بتزوير درجته الجامعية، وأقيل الوزير هذا الشهر بعد ضغط من البرلمان.
وجاءت هذه الحادثة لتضيف إلى رصيد المشكلات التي تقلل من فرص نجاح نجاد في الانتخابات. وقال محلل سياسي رفض الكشف عن اسمه: "يبدو الأمر مثل إعطاء أولئك المستائين من نجاد قطعة أخرى في هذه الأحجية مقطوعة الصور (لتجميعها ضده)."
وأوضح المحلل أن القضية ستفيد على الأخص السياسيين الموالين للإصلاح الذين يحاول بعضهم إقناع الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي بالترشح في الانتخابات المقبلة.