
كشفت وثائق أوردتها مصادر صحفية لبنانية عن صلة تنظيم "فتح الإسلام" بالرئيس السوري بشار الأسد، واستنادا إلى اعترافات بعض المحسوبين على التنظيم، فإن "فتح الإسلام" ما هو إلا اسم حركي لأداة صنعتها المخابرات السورية، من أجل زعزعة استقرار لبنان.
وقالت صحيفة "المستقبل" في عددها الصادر أمس: "إن هذه الوثائق تؤكد أنه بعد انسحاب الجيش السوري في أبريل عام 2005 وضعت الاستخبارات السورية خطة لضرب الاستقرار الأمني في لبنان بواسطة مجموعة "إرهابية" ترسلها إليه وتتحكم بها، ولكنها تتلطى بزيّ تنظيم "القاعدة" وبكوفية الثورة الفلسطينية".
وقالت الصحيفة إن نواة هذه المجموعة تشكلت من أربع مكونات: سوريين وفلسطينيين مسجونين، وقد تم إطلاق سراحهم، بعفو أصدره الرئيس بشار الأسد، وكوادر في تنظيم "فتح الانتفاضة"، وضباط في المخابرات السورية، بالإضافة إلى تحويل وجهة سير "مجاهدين" إسلاميين قدموا من عدد من الدول العربية (كالسعودية، والأردن واليمن وبلاد المغرب العربي) إلى دمشق، بحيث يتم إقناعهم بالعبور إلى لبنان بدل العراق. وتُظهر الوثائق أن المقاتلين الأجانب أُرسلوا إلى لبنان بحجة أنه مركز تدريب قبل التوجه إلى "أرض الجهاد" في العراق.
ووفقا للصحيفة فقد ورد في الوثائق التي حصلت عليها أقوال مجموعة كبيرة ممن عاشوا أسرار هذا التنظيم، من تكوينه حتى انهياره، مع حسم الجيش اللبناني لمعارك مخيم نهر البارد، وتُظهر أن أبو خالد العملة أسهم في تأمين نقل "فتح الانتفاضة" إلى شاكر العبسي، بعد حصوله على عفو رئاسي سوري، وتبين أن العميد السوري جودت الحسن طلب من أحمد مرعي أن يساعد العبسي، مؤكداً له أن نائبه "ضابط مخابرات لدينا"، وهو نفسه أبو مدين الذي خطط لاغتيال البطريرك نصر الله صفير والنائب سعد الحريري، إضافة الى سرقة المصارف، وتفجير "عين علق".
وتتحدث الوثائق بإسهاب عن الدور السوري المحوري في حركة "فتح الإسلام"، بدءا بتهريب البشر، مروراً بتوفير مائة طن من المواد الناسفة لهذا التنظيم، وصولا إلى العلاقة التي تربط رئيسه شاكر العبسي ونائبه أبو مدين بالمخابرات العسكرية السورية، كما أنها تروي قصة تنقلات العبسي بسيارات عليها لوحات سورية.