أنت هنا

17 ذو القعدة 1429
المسلم / صحف

في بادرة تؤكد حالة القلق التي تعتري جيوش الاحتلال في العراق وأفغانستان, حذر قائد الجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات, الحكومة من اللجوء إلى خيارات رخيصة عندما يصل الأمر إلى تجهيز القوات المسلحة في العراق وأفغانستان.

وقال دانات: إن الحكومة مسئولة مسئولية كاملة عن توفير أفضل التدريبات والمعدات للجنود البريطانيين العاملين في جبهات القتال.

وأضاف: "إذا كنتم تلزمون الشباب بالقتال فمن الواجب تهيئة الأفضل لهم، وعندما تتغير الظروف ينبغي أن يتوفر لهم الأفضل مرة أخرى".

وأشارت صحيفة ديلي تليجراف" التي أجرت الحوار مع دانات إلى أن تعليقات دانات جاءت عقب إعلان وزارة الدفاع البريطانية عن وفاة جنديين من البحرية الملكية في جنوب أفغانستان، ما يجعل مجموع القتلى البريطانيين في العراق وأفغانستان 300, وفقا للإحصاءات الرسمية.

وأوضحت الصحيفة أن دانات حذر عام 2006 من أن الجيش يمكن أن يتفكك إذا ظل الجنود البريطانيون فترة أطول من اللازم في العراق.

ولفتت إلى تقرير سابق حذر فيه دانات أيضا من أن سنوات التمويل الحكومي الضعيفة والانتشار الزائد قد جعل الجنود يشعرون بحالة من الإحباط والغضب والمعاناة من إرهاق العراق.

كما أشارت الصحيفة إلى قول الجنرال دانات بعدم ضرورة إرسال المزيد من القوات البريطانية لأفغانستان، مؤكدا أن الجيش لديه القوة البشرية والموارد التي تعينه فقط على القتال في حرب خارجية واحدة فقط.

وأفاد دانات بأن "السبب في أن الجيش كان تحت هذا الضغط طوال الثلاث سنوات الماضية هو أننا ألزمنا أنفسنا بالقتال في حربين بينما الجيش مبني فقط للقتال في واحدة فقط. وإذا اضطررنا لنقل قوات من العراق إلى أفغانستان فإننا ببساطة سنضاعف المشاكل".

وانتقد ما وصفه بـ"سرطان الانهزامية" الذي يعتقد أن له تأثيرا معاكسا على تأييد الشعب البريطاني للحرب على ما أسماه "الإرهاب" بعد استطلاع للرأي أظهر أن ثلثي الشعب البريطاني يودون قيام بريطانيا بسحب قواتها من أفغانستان مع نهاية العام القادم.

وكانت الصحيفة قد حذرت في وقت سابق من أن قدرة الاستخبارات العسكرية البريطانية على التنبؤ بالأخطار والمهددات المستقبلية للأمن القومي البريطاني والقوات البريطانية العاملة في الخارج، ستقل كثيرا بسبب التخفيضات التي تعتزم وزارة الدفاع إجراءها على عدد العاملين فيها.

وأوضحت الصحيفة أن وكالة استخبارات الدفاع ستفقد أكثر من خمس موظفيها وستقلص موازنتها بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني بسبب عمليات الخفض التي تقوم بها وزارة الدفاع البريطانية.

وأكدت الصحيفة أنها اطلعت على وثيقة سرية لوزارة الدفاع البريطانية، كشفت أن التخفيضات ستكون لها نتائج خطيرة وستحد من قدرة بريطانيا على التنبؤ والرد على التهديدات الأمنية الإستراتيجية مستقبلا.