
في بحث بعنوان (التماسك الأسري في ظل العولمة)، ضمن محاور ندوة "الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة" التي تنظمها مجلة "البيان" بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية، قال الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش، الأستاذ بكلية المعلمين بالرس: إنه ليس في الوجود دين نظم حياة الناس الأسرية كدين الإسلام، حيث شرع لها من الأحكام والتشريعات والنظم ما تحافظ به على تماسكها، فكان اهتمام الإسلام بسلامة تكوين الأسرة من البداية، ثم اهتم بالتواصل بين أفرادها.
وأكد الدويش أن الإسلام أقام نظام الأسرة على أساس ثابت دقيق مستمد من الواقع؛ لكن الواقع اليوم والشواهد والأرقام تؤكد - وللأسف - على وجود بدايات خطيرة للتفكك والانهيار الأسري في مجتمعاتنا الإسلامية بتأثير ما يمسمى بـ ( العولمة أو الشوملة، أو الكوكبة).
وقسم الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش بحثه إلى ثلاثة فصول؛ تضمن الفصل الأول ثلاثة مطالب؛ الأول: تعريف مصطلح الأسرة، والثاني: ماذا نعني بالتماسك الأسري؟ والمطلب الثالث: تعريف العولمة.
وتناول الدويش التأثير السلبي للعولمة اجتماعياً، ويشمل ذلك كثرة المشاكل الأسرية الناجمة من الانفتاح السلبي، والتي بدأت تطفو على السطح، وضعف الاحترام لرابط الزواج كعقد شرعي من قبل البعض من الأزواج والزوجات، واللجوء إلى الطلاق لأتفه الأسباب، وظهور البيوت الفندقية، التي باتت "ظاهرة عصرية"، حيث إن الكثير من البيوت أصبحت أشبه بفنادق للإيواء في أوقات الراحة فقط!!. وظاهرة الخادمات المربيات للصغار، والسائقين المكلفين ليس بالقيادة فقط، بل حتى برعاية الأولاد. والإغراق في الجانب الاقتصادي العائلي، وانشغال الأبوين في العمل الوظيفي وطلب الرزق وشدة المعاناة المالية.
وضمن مناقشته للتأثيرالسلبي للعولمة أخلاقياً، ركز الدويش على خطورة سن قوانين وأنظمة تخالف قوانين الأسرة المسلمة المستمدة من الشريعة السمحة، بل وتتصادم مع الفطر السليمة، وسوء استخدام وسائل الاتصال الحديثة من إنترنت، وماسنجر، وشات، وبلوتوث، وجوال، ونحوها.
وختم الدكتور الدويش حديثه بعدد من التوصيات؛ من أهمها المطالبة الجادة من الدول والحكومات بدعم الأسرة كمؤسسة تربوية، لها أثر كبير في توطيد الأمن والاستقرار، ووضع استراتيجيات وسياسات أسرية واضحة يتبناها المجتمع ويلتزم بها، ومطالبة وزارة التعليم والتربية بإقرار مادة عن ثقافة الأسرة والمسؤوليات فيها، وقيام الجهات المعنية بعقد برامج تدريبية متخصصة بتوعية الأب بدوره بالتماسك بين أفراد أسرته، وضرورة وضع الخطط في كيفية الاستخدام الأمثل لوسائل الاتصالات الحديثة، والقيام بحملة توعوية شاملة حول ذلك الأمر المهم.