بعد أقل من يوم من استشهاد نحو 12 شخصا أمس الجمعة في قصف صاروخي أمريكي على مناطق القبائل الباكستانية، استشهد ما لا يقل عن 9 مدنيين باكستانيين، صباح اليوم السبت، في قصف نفذته طائرة تجسس أمريكية من دون طيار، على المنطقة ذاتها.

ونقلت فضائية "الجزيرة" عن مراسلها في باكستان قوله: إن 9 مدنيين باكستانيين قتلوا في قصف نفذته طائرة تجسس أمريكية بدون طيار على منطقة وزيرستان القبلية شمال غربي باكستان.

وكان نحو 12 شخصا قتلو أمس الجمعة في قصف صاروخي أمريكي على المنطقة القبلية الباكستانية ذاتها.

وذكرت وكالة "رويترز" أن الهجوم استهدف قرية نائية على الحدود بين وزيرستان الشمالية والجنوبية. وقال مسئول أمني خلال اتصال هاتفي من المنطقة:" لدينا تقارير تفيد بمقتل 12 من بينهم خمسة أجانب".

وعادة ما تزعم قوات الاحتلال الأمريكية أن من بين القتلى أجانب في محاولة لتبرير عمليات القصف، على الرغم من أن القتلي جميعهم (أو على الأقل معظمهم) من المدنيين.

وتأتي الغارات الأخيرة على الرغم من إعلان وزير الخارجية الباكستاني الخميس أن إطلاق الولايات المتحدة صواريخ على مناطق باكستانية "انتهاك للقوانين الدولية"، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن تصريحات مسؤولي الحكومة الباكستانية ـ التي يسيطر عليها الشيعة حاليا ـ ما هي إلا للاستهلاك المحلي، بينما يجري التنسيق مع الاستخبارات الأريكية سرا لتنفيذ هذه الهجمات.

 وكان رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية السابق الجنرال حميد جول، قد اتهم الولايات المتحدة بالسعي لإشعال حرب أهلية في باكستان عن طريق سياساتها العنيفة في المنطقة، بهدف تحويلها إلى دولة "فاشلة" كي تستولي واشنطن على أسلحتها النووية.

وقال جول، في تصريحات نشرتها صحيفة "نوائي وقت" إن القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان تقوم بشن هجمات على مناطق القبائل الباكستانية بموجب اتفاق أبرمه الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف مع الولايات المتحدة يسمح لها بالقيام بعمليات عسكرية لمسافة 6 كلم داخل الأراضي الباكستانية.