أنت هنا

15 ذو القعدة 1429
المسلم ـ مواقع دنماركية:







يعتزم كاتب دنماركي إصدار كتاب جديد يحتوي على رسوم كاريكاتورية ساخرة تسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولعلماء مسلمين، فيما طالب صاحب الكاريكاتورات المسلمين "بالتعود على هذا النوع من الرسوم". وردا على ذلك وصف أحد أئمة المسلمين في الدنمارك تصرف الرسام بأنه "أحمق" متوعدا بملاحقته قضائيا.

ويصدر في الدنمارك مطلع الشهر القادم كاتب للمؤرخ لارس هيذَكورد الذي استعان في كتابه بكاريكاتورات للرسام كورت ويسترجارد صاحب الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة "يولاندز بوستن" الدنماركية في سبتمبر 2005، وأثارت احتجاجات واسعة في أنحاء العالم الإسلامي. ويعتبر هيذَكورد من أشد المنتقدين للمسلمين في الدنمارك، ويضم كتابه تعليقات ومقالات إلى جانب 26 رسما "توضيحا" مسيئا للنبي صلى الله عليه وسلم ولعلماء الدين ولسياسيين.

واعتبر الإمام عبد الواحد بيدرسن أحد قادة الأقلية المسلمة في الدنمارك الرسومات الجديدة "تصرف أحمق"، وقال في تصريحات لموقع "أخبار الدنمارك": "أنا مستاء من هذ العمل"، ورأى بيدرسن أن الرسومات الجديدة دليل على أن الرسام لم يتعلم أي شيء في السنوات الثلاثة الماضية، معتبرا أن فعله يتنافى مع "سلامة الدنمارك والمجتمع الدنماركي".

وقال بيدرسن: "نعرف أن ويسترجارت وهيذَكورد عندهم أجندة خاصة بهم تهدف إلى استفزاز المسلمين، ولا أعتقد أنه من المعقول أن يستمر هؤلاء وأمثالهم في أخذ المجتمع الدنماركي كرهائن لأفكارهم وأعمالهم".

وأضاف: "لا أري أي هدف أو معنى في الرسومات أو توقيت نشرها الآن، لقد خيبت هذه الرسومات أملي في حوار أفضل في الدنمارك".

وتشهد نيويورك هذه الأيام مؤتمرا لحوار الأديان والثقافات دعت إليه المملكة العربية السعودية وترعاه الأمم المتحدة، بمشاركة "رجال دين" غير مسلمين بينهم يهود. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر خلافات بين الدول الإسلامية والدول الغربية حول حدود حرية التعبير ومدى مساسها بالأديان.

ومن جانبه قال ويستيرجارد في تصريحات لصحيفة "البيرلنزكه تيذنه" الدنماركية إن رسوماته الجديدة "مجرد عمل توضيحي" لمقالات المؤرخ لارس وقال: "آرائي لا تخص أحداً. وجدت أنه من واجبي أن أصوّر آراء لارس هيذَكورد في هذا الكتاب".

وفي سؤال عما إذا كان يخشى على حياته أو على سلامة المجتمع الدنماركي بعد هذه الإساءة للمسلمين، قال ويستيرجارد: "لا. أنا عمري 73 سنة، وفي هذا العمر لا شيء يخافه المرء بعد. أنا أحب أن أكون شجاعاً، وإلا فإن المرء لن يستطيع أن يعيش حياته". وأضاف: "أعتقد أن ما حصل في العالم آخر مرة (ردا على الرسوم عام 2005) كان يتعلق بوجود أنظمة فاسدة أعطت شعوبها مجالاً للتنفيس عن إحباطاتها حول فشل تلك الأنظمة في تلبية مطالب شعوبها".

وطالب ويستيرجارد المسلمين بالتعود على هذا النوع من الرسومات، وأضاف "ليس عندي مشاكل مع الإسلام. أنا مشكلتي مع إرهابيين يستخدمون نموذجاً من الإسلام كديناميت فكري لهم. ومواطنونا المسلمون يجب أن يتعودوا على أننا هنا في الدنمارك لا نهادن، إذا بدا الإعوجاج في شيء"، وأضاف: "نحن لا نستثني أحداً؛ سياسيين، الملكة، الله".

لكن الإمام بيدرسن أكد أن المسلمين في الدنمارك لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الإساءات المتكررة لدينهم. وبالرغم من أنه لم يحدد طبيعة الرد الذي يتعزمه، إلا أنه أكد على التزامهم بالملاحقة القضائية للمسيئين، وقال: "بالرغم من أننا  نشهد عاصفة شديد ضد الإسلام فإننا لن نصمت وسنقول رأينا في هذه الرسومات كما رفضنا الرسومات السابقة. وإذا كان هناك أي فرصة لملاحقة قضائية فلن نتوانى عن استثمارها".