
بسطت حركة شباب المجاهدين سيطرتها اليوم على ميناء مركا بإقليم شبيلي السفلى دون وقوع مصادمات عسكرية مع القوات الحكومية والقوات الموالية للاحتلال التي فرت من المدينة بعد حصارها الليلة الماضية.
وسيطر المقاومون الإسلاميون في مركا على المواقع الإستراتيجية بما فيها مقر الشرطة والسجن المركزي. كما أطلق الليلة الماضية سراح عدد من المعتقلين.
وقال حسين يوسف معلم وهو من أفراد الميليشيات الموالية للحكومة والاحتلال الإثيوبي "لقد أمرنا قائدنا بمغادرة المدينة تجنبا للقتال. وذلك لأنهم (شباب المجاهدين) يزدادون قوة وليس لدينا قوة كافية للدفاع عن المدينة".
وقال شاهد عيان بالمدينة إن شباب المجاهدين دخلوا وهم مسلحون برشاشات ثقيلة و(قاذفات صواريخ) آر بي جي". وأضاف أنهم "يرتدون ملابس داكنة و(يتنقلون) في شاحنات. وطلب بعضهم من السكان التزام الهدوء".
وبدخول مدينة مركا الواقعة على بعد 100 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مقديشو تكون المقاومة الإسلامية قد حققت نصرا كبيرا في الصومال، حيث تعتبر ميناؤها ممرا رئيسيا لعبور المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين في البلاد التي مزقتها الحروب.
كما يعزز "شباب المجاهدين" بسيطرتهم على مركا موقفهم في جنوب الصومال حيث سيطروا من قبل على مدينة كيسمايو الساحلية الكبيرة التي تبعد عن مقديشو 500 كيلومتر جنوبا.
وكانت الحركة قد بسطت سيطرتها أمس الثلاثاء على بلدة قريولي الواقعة قرب مركا وبلدة إلدهير شمال العاصمة والتي كانت حتى ذلك الحين في قبضة ميليشيا موالية للاحتلال.
وتَعِد حركة شباب المجاهدين بتطبيق الشريعة الإسلامية إذا ما تولت السلطة في الصومال. وتعتبر الحركة مجموعة خرجت عن المحاكم الإسلامية التي بسطت نفوذها في النصف الثاني من عام 2006 على البلاد، حتى دخلت قوات الاحتلال الإثيوبي مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى البلاد وأجبرت المحاكم على الخروج منها.
وفي الوقت الذي غادر فيه مسؤولو المحاكم الإسلامية البلاد، ظل هؤلاء الشباب في الصومال خاصة في مقديشو حيث يقومون منذ ذلك الحين بمقاومة مسلحة ضد القوات الإثيوبية والقوات الحكومية الموالية لها وقوات الاتحاد الإفريقي. ويرفض شباب المجاهدين التوصل لاتفاق مع الحكومة الموالية للاحتلال.
وفي آخر التطورات بالعاصمة مقديشو اعتقلت عناصر الشرطة الصومالية اليوم في ناحية كاران ثلاثة مدرسين بتهمة صلتهم بالجماعات المعارضة، وذكر شهود عيان إن عناصر في الشرطة الصومالية اقتحمت اليوم أحد مدارس تحفيظ القرآن الكريم وألقت القبض على مساعدَين لأحد الأساتذة بالإضافة إلى شخص ثالث كان معهم في المدرسة.
وأضاف الشهود أن عناصر الشرطة واقتادوهم إلى جهة مجهولة. وكانت القوات الحكومية احتجزت مؤخرا خطيبا في أحد المساجد بناحية حمروين بالعاصمة مقديشو وأفرج عنه بعد أيام.