
استباقا للزيارة التي يقوم بها وزير الداخلية اللبناني زياد بارود، اليوم الاثنين إلى العاصمة السورية دمشق، ألقت السلطات اللبنانية القبض على خمسة مسلحين يشتبه في تورطهم في هجمات في سوريا ولبنان ينتمون إلى جماعة "فتح الإسلام".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية لبنانية قولها إن قوات الجيش ورجال الأمن نفذوا عمليات الاعتقال خلال الأيام الأربعة الماضية في مدينة طرابلس الشمالية ومخيم البداوي القريب للاجئين الفلسطينيين، بالتعاون مع حركة "فتح" الفلسطينية التي اعتقلت وسلمت إلى الجيش اللبناني أحد المشتبه بهم في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان.
وينتمي المعتقلون إلى جماعة "فتح الإسلام" التي اشتبكت مع الجيش اللبناني على مدى 15 أسبوعا العام الماضي في معارك دارت رحاها في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، وادت إلى مقتل 430 شخصا على الأقل بينهم 170 جنديا. واتهمت السلطات السورية اعضاء في الجماعة بثت اعترافات لهم الخميس الماضي بالوقوف وراء تفجيرات دمشق الأخيرة بعد تلقي تمويل من تيار المستقبل.
وكان مصدر مسؤول في تيار المستقبل اللبناني قد اتهم النظام السوري بـ"محاولة تقديم أوراق اعتماد للأمريكيين عبر اختراع مجموعات "إرهابية" واعتبر أن سوريا "مولت وأنشأت" تنظيم فتح الإسلام وتحاول إلصاقه بأطراف لبنانية دعمت القضاء عليه في معارك نهر البارد خلال صيف عام 2007.
واعتبر المصدر أن الاتهامات السورية للتيار بتمويل تفجير دمشق "لا تنفصل" عن العد التنازلي لتقرير المحقق الدولي بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتؤكد أن التقرير "يقض مضاجع" نظام دمشق.
وجاء تعليق تيار المستقبل في حديث لـCNN بالعربية ردا على ما بثه التلفزيون السوري الخميس مما وصفها "اعترافات" لمجموعة قال إنها مسؤولة عن التفجير الذي استهدف مركزاً أمنياً في دمشق في 27 سبتمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 17 شخصاً وجرح 65.
وبلغ عدد الذين بث التلفزيون السوري "اعترافاتهم" 13 شخصاً بينهم 6 سوريين و4 فلسطينيين ويمني وعراقي بالإضافة إلى ابنة زعيم فتح الإسلام، شاكر العبسي، وهي أردنية الجنسية.
وحملت "الاعترافات" المزعومة اتهاماً لتيار المستقبل اللبناني، الذي يقوده النائب سعد الحريري، بتمويل هذه العمليات.
واتهم المصدر القيادي بتيار المستقل، الذي طلب عدم ذكر اسمه (وفقا لما ذكرته شبكة سي ان ان) دمشق، وبعض القوى المتحالفة معها في لبنان بأنها"بدأت تتعامل على أنها واقعة تحت التهديد المباشر للمحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الحريري" الذي وقع في 14 فبراير 2005، وقال إن دمشق: "تحاول إقامة بازار سياسي يسبق انعقاد المحكمة، ولا شك إنه إذا كانت فتح الإسلام مسؤولة عن الأمر فهي في نهاية المطاف تنظيم أنتجته الاستخبارات السورية، وبما أن دمشق تتهم اليوم شريحة من اللبنانيين بالإرهاب وتصدير العنف إليها ولبنان يتهم سوريا بالأمر عينه، رغم الإعلان عن علاقات دبلوماسية بين البلدين، فلا بد بالتالي من اللجوء إلى تحقيق دولي مستقل".
وقال المصدر: إن "الجميع يعلم ماهية القضاء السوري وتحقيقاته المشكوك بها بعد الأحداث الغامضة المتتالية مثل اغتيال القيادي بحزب الله عماد مغنية والعميد في الجيش السوري محمد سليمان وحالات الانتحار السابقة، فمن الغريب بالتالي أن تعجز العدالة السورية أمام كل هذه الحوادث وتنجح فقط في الكشف عن انفجار دمشق الذي ذهب ضحيته أيضاً ضابط كبير على صلة بقضية الحريري".على حد قوله.
وحّذر دمشق من مغبة التدخل العسكري في لبنان، ملوحاً بأن ذلك "سيسرع في النظر بمصير النظام السوري،" واتهم الرئيس الأسد الذي وصفه بأنه يخوض لعبة طائفية تقوم على "خلق الإرهاب واستخدامه بمثابة تهمة ضد الأكثرية السنية في سوريا ولبنان".