
قامت قوات "إسرائيلية" فجر الأحد بإخلاء عائلة فلسطينية من منزلها في مدينة القدس المحتلة بدعوى أنه مقام على أرض كانت مملوكة ليهود قبل عام 1948.
واقتحمت القوات "الإسرائيلية" مدعومة من العشرات من اليهود المتطرفين حي الشيخ جراح بوسط المدينة وأخلت عائلة الكرد من منزلها بالقوة. وقام المتطرفون بالاعتداء على أصحاب المنزل. كما ضربت قوات الاحتلال طوقا أمنيا حول المنطقة لمنع المواطنين الفلسطينين من الاقتراب أو الوصول إلى المنزل.
ونقل موقع الأقصى أونلاين عن شهود عيان قولهم إن العملية تمّت بشكل لصوصي وأن سلطات الاحتلال استغلت عدم وجود المواطنين المعتصمين في المنزل والمنطقة وقامت باقتحامه وإخراج العائلة منه بعد أن حولت الحي إلى ثكنة عسكرية.
وأضافوا أن جنود وشرطة الاحتلال قيدوا أم كامل الكرد صاحبة المنزل بالسلاسل الحديدية قبل أن يقذفوا بها وبزوجها المقعد والمريض وبالعديد من المتضامنين الأجانب خارج منزلها.
واضطرت أم كامل للإقامة مؤقتاً في منزل أحد الجيران حيث لم يستطع أحد من عائلتها الوصول إليها مع حصار قوات الاحتلال للمنطقة. لكن أم كامل أكدت أنها صامدة، وقالت إنها لن ترحل من المنطقة إلا على جثتها، مناشدة المجتمع المحلي والدولي بحكوماته ومنظماته للعمل على إنقاذ الحي من خطر التهويد.
وانتقدت أم كامل السلطة الوطنية والرئاسة الفلسطينية واتهمتها بالتقصير، كما انتقدت الموقف العربي والإسلامي تجاه الحي الفلسطيني المقدسي، ووصفت عملية إخلائها وزوجها المقعد من المنزل بالهمجية والعنصرية الحاقدة.
ويعتبر منزل عائلة الكرد واحد من أصل 28 منزلا ادعت جمعيات يهودية استيطانية أنها مبينة على أرض امتلكها يهود قبل عام 1948، كما يزعم اليهود أنها تضم مقبرة أحد أبرز حاخاماتهم ويدعى شيمون هاتزاديك منذ ما يقرب من 2300 عام، على حد زعهمهم.
وكانت المحكمة العليا "الإسرائيلية" قد حكمت يوم 16 يوليو الماضي لصالح المستوطنين اليهود الذين احتلوا بالفعل جناحا من المنزل. واستأنف أصحاب المنزل الفلسطينيين الحكم، لكن عملية الإخلاء جاءت قبل أن يتم البت في الاستئناف الأمر الذي يجعل الإجراء عنصري وغير قانوني.
وحاول السكان الفلسطينيون الغاضبون منع القوات "الإسرائيلية" من الوصول إلى المنطقة، كما تضامن مع العائلة عدد كبير من الفلسطينيين والحقوقيين. وقالت منظمة "حركة التضامن الدولي" إن القوات الإسرائيلية اعتقلت ثمانية من أعضائها الذين حضروا للتضامن مع عائلة الكرد, مشيرة إلى أن المعتقلين يحملون جنسيات كندية وسويدية وبريطانية وأميركية.
وتعيش عائلة الكرد في هذه المنطقة منذ أكثر من 52 عاما وتمثل رمزا للمقاومة في مواجهة ضغوط إسرائيلية إضافة إلى المستوطنين اليهود. واستولت الجماعات اليهودية المتطرفة بالفعل على ستة منازل من أصل 28 منزلاً يشكلون الحي. كما سلمت سلطات الاحتلال الليلة الماضية سبع عائلات مقدسية تُقيم في عقارين بالحي ذاته إخطارات بضرورة إخلاء المنازل لصالح جماعات يهودية متطرفة. وتُقيم ست عائلات مقدسية من آل الصباغ في أحد هذه العقارات، بينما تُقيم عائلة فرحان بالعقار الثاني.
ووصل عدد كبير من المواطنين بالإضافة إلى الشخصيات المقدسية وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية المقدسية إلى محيط المنازل المهددة بالإخلاء بحي الشيخ جراح، في خطوة تهدف إلى منع سلطات الاحتلال من إخلائها.