
قال مسؤولون أفغان، اليوم الخميس: إن قوات الاحتلال الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية قتلت سبعة مدنيين على الأقل، في ضربة جوية جديدة في شمال غرب أفغانستان، بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أمس راح ضحيتها 40 مدنيا في جنوب البلاد.
ووقعت الغارة الجوية الجديدة بعدما تعرضت قافلة مشتركة من القوات الأفغانية الحكومية وقوات الاحتلال الأمريكية لهجوم من حركة "طالبان" الأفغانية المقاومة في منطقة "غورماتش" في الشمال الغربي من أفغانستان في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.
وقال المسؤول الإقليمي بالمنطقة عبد الله إن سبعة مدنيين قتلوا في الغارة، لكن رئيس المجلس الإقليمي قاري دولت نقل عن قرويين قولهم: إن عدد القتلى المدنيين يبلغ نحو 30 شخصا.
ومنطقة "غورماتش" جيب لقبائل من عرق البشتون في الشمال الذي يغلب عليه الطاجيك والأوزبك.
وكانت منطقة "تاغاك" بمديرية "شاه ولي كوت" قد تعرضت الليلة قبل الماضية لقصف جوي شديد؛ نفذته طائرات أمريكية، أسفر عن تدمير عدد كبير من منازل الأهالي، بالإضافة إلى استشهاد 35 من المدنيين العزل، بما في ذلك عدد من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 15 بجراح خطيرة. وذكر شهود عيان أن القصف استهدف عرسًا أفغانيا، ما ولد حالةً من الاحتقان الشديد بين الأهالي في المنطقة التي تعرضت للقصف؛ حيث ندد أهالي المنطقة أثناء دفن موتاهم بقوات الاحتلال الأمريكية، ورددوا هتافات ضد الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب.
وقتل مئات المدنيين الأفغان الأبرياء في ضربات جوية نفذها الاحتلال الأمريكي هذا العام، ما أثار الاستياء من وجود قوات الاحتلال الأجنبية في البلاد وشكل إحراجا كبيرا للرئيس الأفغاني العميل حامد كرزاي.
ويأتي القصف الأمريكي الجديد بعد يوم من فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين، في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية.
وكان أوباما قد اعتبر خلال حملته الانتخابية أن أفغانستان تعد "الجبهة المركزية" في الحرب على "الإرهاب"، وليس العراق، بزعم أنه تم فيها التخطيط لشن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة، مشددا على أن الوضع في أفغانستان ملح للغاية، مشيرا الى أنه دعا قبل نحو عام لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان بجانب توفير المزيد من المساعدات غير العسكرية من حلفاء الناتو.
وأكد المرشح الديمقراطي الفائز في الانتخابات الرئاسية على ضرورة النجاح في "نقل المعركة" إلى موقع "الارهابيين" (في إشارة إلى تكثيف العمليات العسكرية في أفغانستان وباكستان) لحماية الشعب الأمريكي واللأفغاني كذلك، على حد زعمه.