
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، أمس، تظاهرة برلمانية أوروبية، تستمر اليوم الخميس، تجمع أكثر من ألف من نواب البرلمان الأوروبي والبرلمانات المحلية، تحت شعار "من أجل شراكة معززة بين "إسرائيل" وأوروبا".
وتتولى تنظيم هذه التظاهرة، جمعية تدعى "الأصدقاء الأوروبيون لـ “إسرائيل”"، وجاء في بيان لها أن هدف المبادرة هو "تحسين العلاقات الشاملة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، وقالت الجمعية المذكورة إنها دعت برلمانيين من الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت المجموعة المنظمة أنها دعت لحضور الحدث كلا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووزيرة الخارجية "لإسرائيلية" تسيبي ليفني وشخصيات أوروبية و"إسرائيلية"، منها الرئيس البولوني السابق الكسندر كاوينيسكي، بالإضافة الى والد الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليت.
ويرى مراقبون أن أحد أبرز دوافع تظاهرة دعم الكيان الصهيوني في باريس وجود قلق "إسرائيلي" من ضغوط أوروبية في هذه الفترة من انشغال الإدارة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، وخصوصا أن وزراء خارجية أوروبا سيلتقون على هامش اجتماع مرسيليا من اجل صياغة رؤية مشتركة حول الحل في الشرق الأوسط، لكي تسلم للإدارة الأمريكية المنتخبة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حث الحكومة "الإسرائيلية" على وضع حد من دون إبطاء للممارسات التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقال بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية إن الاتحاد "يدين من جديد بأقوى العبارات أعمال العنف والوحشية" التي يتعرض لها مدنيون فلسطينيون. ودعا البيان الحكومة "الإسرائيلية" الى “اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد فوري لأعمال العنف في ظل احترام التزاماتها الدولية.
من جهتها، أعربت سفيرة فلسطين في باريس هند خوري عن قلق السلطة الفلسطينية من التظاهرة التي يشارك فيها البرلمانيون الأوروبيون، واعتبرت أن هناك سببا رئيسيا يدفع تل أبيب لتنظيم مثل هذه اللقاءات؛ هو توجهات وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني لرفع مستوى العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، في ظل تخوفات من حدوث تحول على صعيد عملية السلام مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة.
وتأتي التظاهرة الأوروبية الداعمة لـ "اسرائيل" في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال الصهيونية تكثيف الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري ومحاصرة قطاع غزة، والاعتداء على الفلسطينيين والمتضامنين الدوليين، ومعظمهم من النشطاء الأوروبيين.
وكانت باريس قد شهدت تظاهرة مماثلة في ابريل الماضي للاحتفاء بذكرى اغتصاب فلسطين تحت عنوان "ذكرى تأسيس إسرائيل"، وذلك خلال معرض للكتاب.