أنت هنا

7 ذو القعدة 1429
المسلم ـ وكالات:







حذر الجيش الإيراني القوات الأمريكية المتمركزة في العراق من اختراق أجوائها قائلا إنه سيرد على أي اعتداء محتمل، بعد رصد طائرات هليكوبتر أمريكية تحلق بالقرب من الحدود الإيرانية.

وقال بيان لمركز قيادة الجيش الإيراني أذاعه الراديو الإيراني اليوم الأربعاء إن إيران سترد على أي انتهاك لمجالها الجوي. ونقل الراديو عن بيان الجيش قوله "في الآونة الأخيرة رصدت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش الأمريكي تحلق على بعد مسافة صغيرة من الحدود العراقية مع إيران وبسبب القرب من الحدود فإن خطر انتهاكها للحدود الإيرانية محتمل".

وجاء البيان بعد ساعات من إعلان فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أوباما قد قال خلال حملته الانتخابية إنه سيشدد العقوبات على إيران لكنه عرض أيضا إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع طهران بشأن ملفها النووي.

وكانت قوات الاحتلال الأمريكي في العراق قد شنت أواخر الشهر الماضي هجوما على قرية على الحدود السورية العراقية ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين سوريين، لكن القوات الأمريكية قالت إن الهجوم استهدف "خلايا إرهابية" تعمل على نقل المسلحين إلى داخل العراق لقتال القوات الأمريكية. وأدانت كل من سوريا وإيران الهجوم الأمريكي واعتبرته "عدوان إرهابي".

وبالطريقة ذاتها، اتهمت واشنطن التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران منذ عام 1980، إيران بتمويل المسلحين في العراق وإمدادهم بالمعدات وتدريبهم. وتنفي إيران ذلك وتقول إن عدم الاستقرار هو نتيجة وجود القوات الأمريكية التي يتعين أن تغادر العراق.

ويتردد كثيرا احتمال شن القوات الأمريكية هجوما على إيران، لكن اتفاقات تقاسم النفوذ بين أمريكا وإيران في العراق تقلل من فرص المواجهة العسكرية بينهما. ويخشى مراقبون من أن يكون التدخل الأمريكي على الحدود الإيرانية ذريعة للجيش الإيراني للدخول للأراضي العراقية بدعوى الدفاع عن الحدود الإيرانية، ما يهدد بتنامي النفوذ الإيراني في العراق الذي تزايد بالفعل بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية.

غير أن سياسيا إيرانيا رأى أن توقيت البيان الذي أعلنه الجيش الإيراني يشير إلى أنه رسالة موجهة إلى أوباما أكثر من الجيش الأمريكي، وربما تجسد قلق "المتشددين" في إيران الذين زادوا قوة في المواجهة مع واشنطن.
ونقلت وكالة رويترز عن السياسي الذي رفض نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع "هذه رسالة واضحة للرئيس الأمريكي المنتخب نظرا لأن الراديكاليين ليسوا سعداء كثيرا بانتخاب أوباما".

إلا أنه تصدر بين حين وآخر تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران، يتبين لاحقاً أنها تخفي تنسيقاً استراتيجياً كبيراً، حيث لم يمنع قطع العلاقات بين البلدين منذ نحو ثلاثين عاماً من التعاون في معظم القضايا في المنطقة.