
يتوجه الناخبون الأمريكيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الرابع والأربعين في انتخابات تاريخية قد تفتح أبواب البيت الأبيض أمام أول أمريكي أسود في تاريخ الولايات المتحدة.
وترجح الاستطلاعات التي نشرت عشية الانتخابات كفة المرشح الديمقراطي باراك أوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين، لكن مراقبين أبدو تخوفهم من وقوع عملية كبيرة تغير مزاج الناخب الأمريكي بعدما يتم إلصاقها بالمسلمين الذين يركز الجمهوريون على الربط بينهم وبين أوباما بزعم أن أصوله الكينية تعود لعائلة مسلمة.
وكان مستشار المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة "تشارز بلاك" قد قال في حديث أدلى به لصحيفة "فورتشن": إن وقوع عملية "إرهابية" على الأراضي الأمريكية مشابهة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر2001 على واشنطن ونيويورك، سيصب في مصلحة "جون ماكين"، وسيزيد من فرص فوزه في تلك الانتخابات، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة النيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي.
وبالإضافة إلى اختيار الرئيس الجديد سيتم التصويت على اختيار ثلث نواب مجلس الشيوخ وكل أعضاء مجلس النواب، كما سيختار الناخبون في 11 ولاية أمريكية حكامهم اليوم الثلاثاء أيضا، في انتخابات ستؤثر في إعادة رسم الخريطة السياسية الأمريكية لعدة سنوات مقبلة.
ويوجد حاليا 28 حاكما ديمقراطيا و22 جمهوريا. ومن بين الأحد عشر مقعدا التي تجري بشأنها الانتخابات يشغل الديمقراطيون ستة مقاعد مقابل خمسة للجمهوريين.
وكانت سلسلة من استطلاعات الرأي نشرت اليوم الثلاثاء أظهرت تقدم باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية على منافسه الجمهوري جون مكين في خمس ولايات من بين ثماني ولايات رئيسية. وقد يجد المرشح الجمهوري العزاء في حقيقة أن الاستطلاعات التي استبقت الانتخابات الرئاسية عام 2000، أظهرت تقدم آل غور بسبع نقاط ، إلا أنه خسر لصالح الرئيس جورج بوش.
كما تشير آخر التوقعات إلى أن التنافس سيكون محتدما على ولايات يكون لها ما مجموعه 90 مندوبا في المجمع الانتخابي الذي ينتخب الرئيس الأمريكي، وفي مقدمتها فلوريدا (27) وأوهايو (20) وميسوري (11) وكارولينا الشمالية (15) وإنديانا (11)ومونتانا (3).
ويأتي الرهان على أوهايو باعتبارها الولاية التي منحت الرئيس بوش ولايته الثانية في انتخابات 2004، ويقول المعسكران إن السباق متقارب للغاية في هذه الولاية.
ومن الجدير بالذكر أن مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة "جون ماكين"، هو توأم بوش الابن الذي يُخشى- عربياً وإسلامياً- من نجاحه في تلك الانتخابات، خوفاً من أن يواصل الحماقات الحاقدة التي ارتكبها بوش ورجال إدارته من المحافظين الجدد بحق العراق وأفغانستان .. في بلدان أخرى بالمنطقة، بدعوى محاربة ما أسماه بـ "الإرهاب"، تلك الحرب التي وصفها بأنها حرب صليبية على الإسلام والعرب والمسلمين.