
التقى الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية المحتلة للعراق وأفغانستان بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ووزير الدفاع تشودري أحمد مختار خلال زيارة إلى باكستان لبحث تعزيز التعاون الأمني بين باكستان وقوات الاحتلال الأمريكي بهدف وقف هجمات المقاومة الأفغانية من الأراضي الباكستانية.
ووصل بتريوس أمس الأحد إلى باكستان بمرافقة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون آسيا الوسطى ريتشارد باوتشر. وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة توترا بسبب الغارات التي دأبت القوات الأمريكية على شنها من الأراضي الأفغانية على أهداف داخل باكستان.
وقال الوزير الباكستاني عقب لقائه بالمسؤولين الأمريكيين: "لقد بحثنا المشاكل التي نواجهها، وكانوا متجاوبين جدا، ومتفهمين أن الحرب (في المناطق الحدودية) هي حرب ضد باكستان. إنها حربنا وإننا نحارب من أجل البقاء."
وقال مختار إنه بحث مع الجنرال بتريوس موضوع الغارات الأمريكية التي تثير غضبا متزايدا في باكستان. وشنت القوات الأمريكية منذ أيام غارتان على إقليم وزيرستان ما أسفر عن مقتل نحو 22 بينهم قياديان إسلاميان بارزان. وقالت القوات الأمنية الباكستانية إن القتلى مسلحين تابعين للزعيم القبلي الطالباني بيت الله محسود. لكن أنباء أخرى أكدت أن معظم الضحايا من المدنيين.
وبحث باتريوس مع وزير الدفاع الباكستاني العلاقات الثنائية على صعيد التعاون الأمني وقضايا إقليمية تتصل بالحرب على ما يسمي بالإرهاب. وقال مختار في تصريحات للصحفيين إن المباحثات تطرقت إلى المشاكل التي يواجهها الطرفان لافتا إلى أن الجانب الأميركي يثق بالحكومة الباكستانية الجديدة على خلفية قناعتهم بأن الموقف الباكستاني سابقا بقيادة مشرف كان يغلب عليه "طابع الأقوال لا الأفعال".
وذكر مختار أن الجانب الأميركي يقدر عاليا عمليات الجيش الباكستاني في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان، ويعتبر أن هجمات المسلحين في المنطقة "حرب ضد باكستان" واصفا هذه المعركة بأنها "صراع من أجل البقاء".
كما تطرق إلى مسائل أمنية تأتي في إطار التعاون القائم بين البلدين في مكافحة ما يسمى بالإرهاب بما في ذلك الغارات التي تشنها طائرات تجسس أميركية على وزيرستان.
يذكر أن وزارة الخارجية الباكستانية استدعت قبل أيام السفيرة الأميركية وسلمتها احتجاجا رسميا على الغارات الأميركية التي أوقعت العديد من الضحايا المدنيين في الوقت الذي تصر القيادة العسكرية الأميركية على أن الغارات تستهدف جماعات موالية لحركة طالبان تستغل منطقة القبائل لشن عمليات على قوات الاحتلال داخل الأراضي الأفغانية.
ومن المقرر أن يلتقي باتريوس بمسؤولين عسكريين وسياسيين على رأسهم قائد الجيش أشفق برويز كياني، كما سيزور بيشاور عاصمة الإقليم الشمالي الغربي الحدودي الذي يشهد توترا أمنيا غير مسبوق وذلك للقاء الزعماء المحليين، قبل توجهه إلى أفغانستان.