
يقوم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بجولة في عدد من دول الخليج من بينها السعودية وقطر والإمارات والكويت، بهدف إقناع قادتها بضخ مليارات الدولارات في صندوق النقد الدولي من أجل تنفيذ خطة مقترحة لإنقاذ المؤسسات المالية في عدد من الدول التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية الأخيرة.
ووصل براون إلى الدوحة اليوم بعد زيارته للرياض حيث التقى بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء السبت. وعبر براون عن أمله في أن تساهم المملكة العربية السعودية في خطة صندوق النقد الدولي لانقاذ المؤسسات المالية، في مقابل أن يشارك قادة الخليج في أية قرارات مالية عالمية يتخذها الصندوق في المستقبل.
وقال براون الذي يرافقه في الجولة وزير خارجيته بول ماندلسون، وأكثر من 20 من كبار المسؤولين الماليين في بريطانيا: "أعتقد أن السعوديين سيساهمون ليكون لنا احتياطي أكبر على المستوى العالمي"، وأضاف خلال حديثه في مؤتمر صحفي "أرى أن لبلدكم دورا حيويا تلعبه، وأن صوتكم يجب أن يسمع".
ويتزعم رئيس الوزراء البريطاني الدعوات الموجهة لدول الشرق الأوسط للمساهمة في احتياطي الصندوق الدولي، والذي نضب بسبب الأزمات المالية في آيسلندا والمجر وأوكرانيا. وقال براون إن "الدول المنتجة للنفط التي حصلت على أكثر من تريليون دولار من ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة في موقع يسمح لها بالمشاركة" في تمويل الصندوق.
ولم يذكر براون -الذي كان يشغل منصب وزير المالية في السابق- المبلغ الذي يعتقد أن صندوق النقد الدولي يحتاج إليه لملء خزينته.
ويسعى براون الذي سمحت إدارته للأزمة المالية بزيادة نسبة مؤيديه إلى توسيع خطة صندوق النقد الدولي التي تبلغ قيمتها 250 مليار دولار لمساعدة الدول المتضررة لمنع انتقال "عدوى" الأزمة. لكن خبراء يرون أن الدول الخليجية لن تتحمس للإسهام في الخطة إذ أن الولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى تهيمن على صندوق النقد الدولي.
وقال وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي أنه مستعد للإصغاء إلى عرض براون، وأن مسألة دعم الأسواق العالمية تعتمد على فرص الاستثمار السانحة وما ستعود به من فوائد.
وتأتي زيارة براون قبل قمة لا سابق لها لرؤساء الدول الصناعية والناشئة في مجموعة العشرين ستعقد بواشنطن في 15 نوفمبر الجاري لمناقشة خطة لإصلاح النظام المالي العالمي، وسيشارك فيها العاهل السعودي. ولا يتوقع أن تعد دول الخليج بأية مساهمات مالية إلا بعد انعقاد القمة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي جورج بوش.
ومن المقرر أن يبحث براون خلال جولته تراجع أسعار النفط التي تضر بالدول الخليجية النفطية وسيدعو خصوصا إلى ضمان استقرار النفط، وتواجه الدول النفطية في الخليج تراجعا في عائداتها التي يأتي 80% منها من النفط الذي تراجعت أسعاره أكثر من 55% في أقل من 4 أشهر. كما تراجع سعر البرميل إلى أقل من 60 دولارا مقابل حوالى 150 دولارا في يوليو الماضي.